البحرين تشهد اليوم طفرة عمرانية واقتصادية غير مسبوقة، فلا يخلو مكان من برج أو مبان استثمارية وتجارية، فرؤوس الأموال الأجنبية تجد لها سوقا رائجة في قلب لؤلؤة الخليج، وهو أمر محبب وسيعود بالخير على أبناء هذا الوطن الذين سيحصلون على وظائف وفرص عمل لتحسين مستوى دخلهم، ولكن المرفوض بشكل قطعي هو السماح للأجنبي بمنافسة البحريني في مسكنه ومعيشته. للأسف أن بعض المسئولين ما زالوا مصرين على إذلال المواطن وجعله ينتظر في قوائم طويلة تصل مدتها في أحسن الأحوال إلى 15 عاما، فما هي الدوافع التي تجعلنا نفرط في الوحدات السكنية التي يحتاجها الكثيرون بعرضها على الأجانب للشراء؟ أليس في ذلك استخفاف بمعاناة من يقطنون في جحور في بيوت آبائهم حتى أنهم يخجلون من تغيير ملابسهم في غرف نومهم بسبب وجود أبنائهم معهم؟ وإلى متى سيبقى المواطن صامتا وهو عاجز عن شراء أرض لا يقل ثمنها عن 50 ألف دينار فيما لا يستطيع بناء تلك الأرض حتى لو استملكها؟
البحريني كتب عليه أن يكون محاربا من كل جانب فما يلبث أن يحصل على وظيفة إلا وترأسه أو خطفها منه أجنبي، وإذا سعى إلى الحصول على مسكن سلبه منه الأجنبي، وعندما يذهب للعلاج في المراكز الصحية يقف في طابور طويل مع الأجنبي، حتى إن فكر في فتح برادة يسترزق منها فإن الأجنبي يقف بقربها لبيع البضاعة ذاتها!
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1817 - الإثنين 27 أغسطس 2007م الموافق 13 شعبان 1428هـ