تلتقي مع تلك الأسواق أسواق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA). فقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها رقم 9415، الصادر بتاريخ 7 سبتمبر/ أيلول 2004 توقعات مؤسسة «إي ام سي» التي تعد من كبريات المؤسسات العالمية في مجال تحليل بيانات أسواق الهاتف الجوال في العالم، توقعاتها بالنسبة إلى المستخدمين والمشتركين في خدمة الهواتف الجوالة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج حتى العام 2009.
إذ ترى إي.إم .سي أن «الشرق الأوسط هو واحد من مناطق قليلة في العالم لاتزال تسجل فيها صناعة الاتصالات الجوالة نموا وتوسعا قويين». ويقول جون ايفرينغتون كبير المحللين في «إي إم سي» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «إن المنطقة تشهد نموا كبيرا، وإن عدد مشتركي الهواتف الجوالة بنظام الجيل الثالث ارتفع إلى 38,8 مليون مشترك بنهاية 2003، بزيادة نسبتها 40,1 في المئة مقارنة بالعام 2002». ويضيف «من المتوقع ارتفاع هذا الرقم إلى 51,9 مليون مشترك بنهاية 2004، في ظل النمو السريع لعدد المشتركين في أسواق تونس ومصر والجزائر».
وشهد العام 2004 حتى الآن عملية تحرير أكبر سوقين في المنطقة، هما السوق السعودية والسوق الإيرانية. ومن المتوقع أن ينمو عدد المشتركين بنسبة 34,3 في المئة العام 2005 مع دخول عنصر المنافسة في الأسواق الإقليمية التي مازالت تخضع للاحتكار». ووفقا لتوقعات EMC حينها، فإن «عدد المشتركين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والخليج سيقفز «إلى 40,8 مليون مشترك بحلول ديسمبر/كانون الأول 2005، وأن يزيد الرقم إلى 52,1 مليون مشترك بنهاية 2006، وبحلول ديسمبر 2007 سيكون عدد المشتركين وصل إلى 61 مليونا ثم يقفز إلى 66,98 مليون مشترك بنهاية 2008. ويقول ايفرينغتون إن منطقة الشرق الأوسط والخليج وشمال إفريقيا في طريقها للوصول إلى 71 مليون مشترك بحلول ديسمبر 2009».
وللاستحواذ على أعلى حصة ممكنة من هذه السوق، والحديث هنا عن شركات تصنيع الهواتف النقالة وليس المزودين بخدماتها، لجأت تلك الشركات إلى مجموعة من السياسات من بين أهمها كانت خطوات الدمج بين اللاعبين الكبار واستحواذ الشركات العملاقة على المتوسطة منها والصغيرة. وأكثر الحالات شهرة في هذا المجال كانت زيجة نوكيا وسيمنز.
فما أن تقلد اولي ـ بيكا كالاسفو في مطلع يونيو / حزيران من العام الماضي، مقاليد الادارة في نوكيا، وهي أكبر شركة للهواتف الجوالة في العالم، وقبل أن يكمل الشهر في منصبه الجديد، حتى أقدم على أولى وأجرأ خطواته الاستراتيجية التي تمثلت في قرار دمج أنشطة شركتا «نوكيا» و «سيمنس» الألمانية، الأساسية في قطاع شبكات الاتصال لتشكيل واحدة من أكبر الشركات في هذه الصناعة. وبموجب هذا العقد سيكون لكلتا الشركتين 50 في المئة من أسهم الشركة الجديدة التي تحمل اسم «نوكيا سيمنس نتوركس». الجديد في موضوع اتجاه الدمج في صناعة الهاتف النقال، هو ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة «الأبزيرفر» البريطانية، ومفاده احتمال كبير، يكاد يصل لمرحلة الخبر المؤكد، أن تكون شركة محرك البحث غوغل (شركة خدمات)، تعمل الآن مع «إتش تي سي» (HTC وهي شركة أجهزة ومعدات) وشركة أورانغ (Orange) عملاق الاتصالات الأوروبي التي تتبع الاتصالات الفرنسية France Telecom ، على بناء هاتف غوغل النقال (Google Mobile Phone) ، وهو موبايل مكرس لتطبيقات الويب من تطوير غوغل كس يستفيد من يقتنيه من جميع خدمات غوغل ما قد يجعله موبايل ويب بامتياز قادرا على أداء مختلف مهمات التصفح بذكاء المتخصص ليكون الخيار الأمثل للمتعلقين بالويب من حملة الأجهزة النقالة. وبحسب التقرير، من المتوقع بدء بيع هذا الموبايل في العام 2008، وسيكون الجهاز حاملا لعبارة غوغل كعلامة تجارية مع احتمال وجود شعار أورانغ التي تعمل في مجال الـموجة العريضة (broadband) في شتى أنحاء أوروبا وتمتلك شبكة عريضة من الجيل الثالث 3G الأمر الذي يجعلها مستشارا فنيا مثاليا في هذا المجال.
أما عملية التصنيع فستتولاها مجموعة HTC وهي شركة تايوانية متخصصة في تصنيع الهواتف الذكية والمساعدات الشخصية PDA والحواسب الكفية. ويبدو أن اختيار هذا التجمع الصناعي للعام 2008 لإطلاق هذا الهاتف لم يأت اعتباطا، فغوغل، أكثر من سواها من شركات خدمات الإنترنت، لا تحدد مواعيدها كيفما اتفق واعتباطيّا من أجل أغراض تسويقية محضة، بل وفق دراسة وبحث، فإن كانت حددت العام 2008 لإطلاق جوالها فهي لمست فيه عاما تكون شبكات الاتصالات السريعة غطت 90 في المئة من العالم وعليه يكون 90في المئة من العالم سوقا محتملا لها.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1817 - الإثنين 27 أغسطس 2007م الموافق 13 شعبان 1428هـ