تذهب إمارة دبي عميقا بالاستثمار في بعض المجالات والقطاعات التي تثير حفيظة شرائح عريضة من المجتمعات العربية والاسلامية. والإشارة هنا إلى قرار مجموعة «دبي العالمية» الحكومية بالدخول في شراكة استراتيجية مع مؤسسة «ام جي ام ميراج» الأميركية لتشييد مركز عالمي يشتمل على أماكن للعب الميسر.

حسب الاتفاق والذي أعلن قبل أيام فقط, ستستثمر مجموعة «دبي العالمية» أكثر من 5 مليارات دولار (نحو 1890 مليون دينار بحريني) لتحقيق غرضين رئيسين يتمثلان في ضخ 2,7 مليار دولار في مشروع «سيتي سنتر» في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية والتي تعد مركز لعب الميسر. إضافة إلى ذلك, يلزم العقد قيام «دبي العالمية» بشراء حصة مهمة في شركة «ام جي ام ميراج» تبلغ قيمتها نحو 2,4 مليار دولار. وهذه الحصة عبارة عن اقتناء نحو 28 مليون سهم أي 9,5 في المئة من مجموع أسهم شركة «ام جي ام ميراج».

مدينة الميسر

يبقى أن ما يهم هو الجانب الأول من الاستثمار أي إنشاء مشروع «سيتي سنتر» مناصفة مع الشركة الأميركية. يتضمن المشروع إنشاء 2650 من المنازل والشقق الراقية ومجمع تجاري بمساحة 470 ألف قدم مربع وفندقين من 400 غرفة منفردة إضافة إلى 4000 غرفة (كازينو) إذ يتم فيها لعب الميسر والتي تشتهر به مدينة لاس فيغاس.

وحسب الخطة المعدة سيتم الانتهاء من المشروع الضخم في العام 2009. ويصف القائمون على مشروع «سيتي سنتر» بأنه سيكون بمثابة مدينة داخل مدينة. وذكرت التقارير الصحافية في الأيام القليلة الماضية إلى أن بعض أفضل بيوت الخبرة العالمية من قبيل «دانيال ليبسكند» و»رافائيل فينولي» تشارك في التصميمات.

يشار إلى أن هذا مشروع «سيتي سنتر» في مدينة لاس فيغاس ليس الأول من نوعه بالنسبة لمجموعة «دبي العالمية» فيما يخص الاستثمار في هذا المجال. إذ تمتلك «دبي العالمية» حصة في شركة «كريزنر الدولية» والتي بدورها تمتلك «كازينو جزيرة الجنة» في البهاما. ونقلت وسائل الإعلام عن رئيس مجلس إدارة «دبي العالمية» سلطان أحمد سليّم قوله بأن «الاستثمار في مجال الكازينو يندرج في إطار توسيع رقعة الأنشطة التجارية للمجموعة ولا توجد شبهة في المسألة برمتها».

مجموعة ضخمة

تضم مجموعة «دبي العالمية» المملوكة لحكومة دبي العالمية 17 شركة إذ تضم: «موانئ دبي العالمية» و»حوض دبي الجاف» و»مدينة دبي الملاحية» و»مركز دبي للسلع المتعددة» و»جزيرة اليخوت العالمية» و»ليمتلس» و»نخيل» و»استثمار» و»انشكيب لخدمات الشحن» و»تجاري» و»مجمع التقنية بدبي» و»تمويل».

يشار إلى أن «موانئ دبي العالمية» بقيت لفترة غير قصيرة صدارة الأخبار التجارية في العام الماضي على خلفية شرائها حق إدارة عدد من المواني الأميركية. واضطرت إلى التخلي عن حلم إدارة موانئ أميركية بسبب اللغط الذي دار في وسائل الإعلام بشأن احتمال تسلل إرهابيين إلى الموانئ الأميركية عن طريق «دبي العالمية». طبعا أصبح الحديث ممكنا في أعقاب حوادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول من العام 2001.

ختاما لا نرى سببا وجيها لانخراط «دبي العالمية» في مجال توسيع أنشطة الاستثمار في الميسر في العالم بمدنية لاس فيغاس في الولايات المتحدة. أملنا أن تعيد «دبي العالمية» النظر في هذا المشروع حفاظا على سمعتها وسمعة الإمارة النشطة.