قبل ساعات من انطلاق الموسم الجديد من مسابقة دوري الدرجة الأولى الاسباني لكرة القدم فإن السؤال الرئيسي الذي يحوم حول البطولة هو: هل سيتمكن برشلونة من استعادة تربعه على عرش الكرة الاسبانية الذي خسره في بداية هذا الصيف لصالح خصميه ريال مدريد واشبيلية؟
وكان برشلونة قد بدا وكأنه قد فرض سيطرته على الكرة الإسبانية(والأوروبية ولكن إلى حد أقل) طوال السنوات الخمس الماضية عندما نجح فريقه الشاب في إحراز جميع الألقاب المتاحة أمامه فيما بين عامي 2004 و2006.
وكان وضع رونالدينهو وديكو ورفاقهما جيدا للاحتفاظ باليد العليا في الكرة المحلية لمواسم أخرى مقبلة.
ولكن في الموسم الماضي فاجأ برشلونة العالم كله بالخروج صفر اليدين. إذ انتزع ريال مدريد منه لقب الدوري الإسباني بينما تحول اشبيلية إلى أنجح نادي أسباني على المستوى الأوروبي.
ولذلك يسعى برشلونة لاستعادة سطوته على الكرة الاسبانية هذا الموسم. وقد أنفق النادي الإسباني الشهير أموالا طائلة من أجل تحقيق هذا الهدف.
وضم برشلونة هذا الصيف اللاعبين تييري هنري ويايا توريه وإريك أبيدال وغابرييل ميليتو من أجل إعطاء المزيد من العمق والكفاءة لفريقه الذي يكتظ بالفعل بالنجوم.
وأصبح برشلونة هو المرشح الأقوى لإحراز لقب الدوري الإسباني بمختلف مكاتب المراهنات حول العالم متفوقا على ريال مدريد واشبيلية.
أما ريال مدريد فقد مر كعادته بصيف مضطرب آخر أقال خلاله مدربه الايطالي فابيو كابيللو ليحل محله الألماني بيرند شوستر في محاولة لإعادة الكرة الجذابة من جديد للنادي.
ولكن حتى الآن فإن فريق ريال مدريد في شكله الجديد تحت قيادة شوستر يبدو سقيما أكثر من فريق كابيللو نفسه - كما كانت نتائج الفريق في الفترة الأخيرة أسوأ بكثير من أيام كابيللو.
وخسر ريال مدريد ست مباريات من أصل مبارياته التسع التي خاضها خلال فترة الإعداد للموسم الجديد كان آخرها هزيمة الفريق المهينة بنتيجة 3/5 من ضيفه اشبيلية في مباراة إياب كأس السوبر الاسباني يوم الأحد الماضي.
وبدأ شوستر يشعر بالفعل بحرارة الموقف بينما يشعر المدرب الألماني بالغضب الشديد تجاه وسائل الإعلام. وبعد نجاحه في ضم الهولندي آريين روبين من نادي تشلسي الانجليزي يسعى شوستر جاهدا لضم البرازيلي دانييل ألفيس لريال مدريد قبل إغلاق سوق انتقالات اللاعبين الصيفي في نهاية الشهر الجاري وذلك على رغم إنفاقه بالفعل ما يقرب من 118 مليون يورو هذا الصيف على شراء ثمانية لاعبين.
ومن ناحية أخرى أصبح اشبيلية فاكهة الكرة الإسبانية في الوقت الراهن والفريق المفضل لدى الجماهير غير المنحازة إلى ريال مدريد أو برشلونة.
ولكن يبقى السؤال المهم الآن هو هل سينجح الفريق في الحفاظ على سرعته وفعاليته الحاليين حتى إذا بيع نجمه ألفيس إلى ريال مدريد خلال الأيام القليلة المقبلة؟
وهل يمتلك اشبيلية الأسلوب المتميز والطموح اللذين يؤهلانه للتحول من «فريق كأس» (وإن كان فريق جيد جدا بهذه المسابقة) إلى «فريق دوري» كبير؟.
وليس واضحا بعد ما إذا كان الظهير الأيمن البرازيلي دانييل ألفيس سيظل لاعبا اشبيليا بحلول غدا (السبت) مع استمرار محاولات أندية ريال مدريد وتشلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين لاقتناصه.
وإذا ترك ألفيس صفوف اشبيلية بحلول موعد المباراة فسيكون بديله المحتمل هو الألماني أندرياس هينكل الذي لم تتح له فرصة اللعب كثيرا في الموسم الماضي بسبب تألق ألفيس.
كما سيكون فالنسيا من الفرق المرشحة لتحقيق نجاح كبير هذا الموسم بعدما دعم الفريق صفوفه بضم حارس المرمى تيمو هيلديبراند (من شتوتغارت الألماني) والمهاجم نيكولا زيجيتش (راسينج سانتاندر) وإن كانت أحلامهم في ضم الهولندي رافاييل فان دير فارت من نادي هامبورغ الألماني تبدو وقد تبخرت تماما الآن.
ويعتبر الموهوب فان دير فارت هو الحلقة المفقودة في سلسلة فالنسيا إذ يستطيع هذا اللاعب الوصل ما بين خط وسط فالنسيا المجتهد وخط هجومه المتألق بقيادة النجوم الأسبان ديفيد فيا وديفيد سيلفا وفيرناندو موريانتس.
وأعاقت سلاسل الإصابات المتتالية تقدم فالنسيا في الموسم الماضي. ولكن هذا الموسم قد يكون قصة مختلفة تماما بالنسبة للنادي الاسباني الطموح.
ولا يجب إغفال ثلاثة فرق مهمة أخرى بالدوري الإسباني هذا الموسم وهم الفرق المشاركة ببطولة كأس الاتحاد الأوروبي: فياريال وريال سرقسطة وأتلتيكو مدريد. إذ أبرم ثلاثتهم الكثير من الصفقات الصيفية لدعم صفوفهم كما يسعى ثلاثتهم للدخول في إطار فرق بطولة دوري أبطال أوروبا.
العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ