ستكون المنافسة شرسة في بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم في الموسم الجديد الذي ينطلق اليوم (السبت) بين أندية ريال مدريد حامل اللقب وبرشلونة وصيفه واشبيلية وفالنسيا من دون نسيان اتلتيكو مدريد.

ويستهل ريال مدريد حملته تحت ضغوطات كبيرة بالنظر إلى عروضه المخيبة في مبارياته الاستعدادية للموسم الجديد إذ حقق 3 انتصارات مقابل 5 هزائم آخرها سقوطه المذل أمام اشبيلية بطل مسابقة الكأس المحلية وكأس الاتحاد الأوروبي في العامين الأخيرين 3/5 في إياب الكأس السوبر الإسبانية علما بأنه خسر أمامه ذهابا في اشبيلية صفر/1.

ولم تتضح حتى الآن معالم التشكيلة الأساسية بالنسبة إلى المدرب الجديد للنادي الملكي الألماني بيرند شوستر بسبب التعاقدات المتأخرة التي قامت بها إدارة فريق العاصمة.

وسيبدأ ريال مدريد مشواره بمسابقة الدوري المحلي لهذا الموسم بدون مدافعه الجديد بيبي الذي حصل على البطاقة الحمراء في مباراة إياب كأس السوبر الاسبانية أمام اشبيلية التي انتهت بفوز الأخير 5/3 يوم الأحد الماضي.

وربما يغيب عن صفوف ريال مدريد اليوم أيضا حارس مرمى الفريق إيكر كاسياس والمدافعان سيرغيو راموس وميجيل توريس حيث يعاني ثلاثتهم من إصابات طفيفة.

ولكن من ناحية أخرى قد يعتمد شوستر اليوم على الأرجنتيني غابرييل هاينز الذي اتفق ريال مدريد مؤخرا على ضمه من نادي مانشستر يونايتد الانجليزي مقابل 12 مليون يورو (16.17 مليون دولار).

ولجأ ريال مدريد إلى التعاقد مع شوستر بعد التخلي عن مدربه الايطالي فابيو كابيللو الذي أعاده إلى سكة الألقاب وقاده إلى إحراز اللقب المحلي للمرة الأولى منذ 4 أعوام، بيد أن النتائج المتذبذبة التي حققها ريال مدريد مطلع الموسم الماضي دفعت رئيس النادي رامون كالديرون إلى البحث عن مدرب جديد فوقع اختياره على شوستر في فبراير/ شباط الماضي بعد النتائج الرائعة التي حققها الأخير مع فريقه خيتافي.

وبرر كالديرون تعاقده مع شوستر بقوله: «مدريد تريد نتيجة وأداء في آن معا» في إشارة إلى الأسلوب الدفاعي الطاغي على خطط كابيللو.

وبدأ ريال مدريد بتعزيز خط دفاعه بالتعاقد مع المدافعين الدولي الألماني كريستوف ميتسلدر والبرازيلي بيبي من بوروسيا دورتموند الألماني وبورتو البرتغالي، ثم ضم مهاجم الأرجنتين خافيير سافيولا من برشلونة الاسباني بيد أن ذلك لم يغير شيئا من تواضع نتائج الفريق، الذي حاول رئيسه ضم صانع العاب ميلان الايطالي ومنتخب البرازيل كاكا لكن من دون جدوى على الرغم من عرضه 90 مليون يورو للحصول على خدماته.

وشعر شوستر بحراجة موقفه وحث إدارة النادي على التعاقد مع صانع العاب أياكس ويسلي شنايدر ومواطنه رويستون درنتي من فيينورد، بيد أن الأخيرين لم يجنبا الفريق الخسارة المذلة أمام اشبيلية 3/5 الأحد الماضي.

وكانت آخر تعاقدات ريال مدريد ضمه الجناح الهولندي الطائر آريين روبين من تشلسي الانجليزي والمدافع الارجنتيني غابريال هاينز من مانشستر يونايتد الأربعاء الماضي لتصل نفقات النادي في الصفقات إلى 118 مليون يورو.

واعترف شوستر بصعوبة مهمته على رأس الإدارة الفنية لريال مدريد، وقال: «من الصعب جدا أن نشاهد كرة القدم التي ارغب في زرعها هذا العام في صفوف الفريق. سنبلغ مستوى مهما، لكن من الصعب جدا بلوغ القمة التي أهدف إليها».

وتابع «سنصل إلى مستوى جيد على الرغم من أن ذلك سيحتاج إلى وقت طويل لكوني أدركت انه يجب علي تغيير الكثير في عقلية اللاعبين».

ويخوض ريال مدريد اختبارا حقيقيا اليوم (السبت) على ملعبه «سانتياغو برنابيو» في مواجهة جاره وغريمه التقليدي اتلتيكو مدريد الذي جدد دماءه بنسبة كبيرة هذا الموسم معوضا تخليه عن قائده وهدافه فرناندو توريس الى ليفربول الإنجليزي.

وعزز اتلتيكو مدريد صفوفه بالجناح الدولي الاسباني خوسيه انطونيو رييس من أرسنال الانجليزي بعدما فشل ريال مدريد في شراء عقده نهائيا بعدما لعب معه الموسم الماضي على سبيل الإعارة وساهم بشكل كبير بفوزه بلقب الدوري المحلي خصوصا بتسجيله هدفين في مرمى مايوركا (3/1) في المرحلة الأخيرة.

كما ضم اتلتيكو مدريد مهاجم فياريال الدولي الاوروغوياني دييغو فورلان والدولي البرتغالي سيماو سابروسا من بنفيكا، والدولي الاسباني لويس غارسيا من ليفربول والأرجنتيني الواعد سيرجيو اغيرو.

ويدخل اتلتيكو مدريد المباراة بمعنويات عالية بعد فوزه الكبير على غويفودينا الصربي 3/ صفر في مدريد في ذهاب الدور التمهيدي الثاني من مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي قبل 10 أيام.

ويسعى اتلتيكو مدريد إلى تحقيق فوزه الأوّل على ريال مدريد في الدوري منذ أكتوبر/ تشرين الأوّل 1999 عندما فاز 3/1 في برنابيو.

وقال مهاجم أتلتيكو الجديد دييغو فورلان: «يبدو أنهم يواجهون بعض المشاكل في الوقت الراهن. ولكنهم مازالوا فريقا ممتازا ويستحقون كل الاحترام».

برشلونة بتعاقداته الجديدة

في المقابل، يبدو برشلونة وصيف بطل الموسم الماضي وحامل اللقب عامي 2004 و2005 في وضع مريح وسيكون مرشحا بقوة لاستعادة اللقب الذي ضاع منه الموسم الماضي في المراحل الأخيرة.

ودفع برشلونة 70 مليون يورو لتعزيز صفوفه في مختلف الخطوط وكان أبرزها المهاجم الدولي الفرنسي تييري هنري من أرسنال ولاعب وسط موناكو الفرنسي الدولي العاجي يايا توريه ومدافع سرقسطة ومنتخب الأرجنتين غابريال ميليتو ومدافع فرنسا وليون اريك ابيدال.

وعلق مدرب ريال مدريد السابق كابيللو على تعاقدات برشلونة قائلا: «أرى أن برشلونة سيكون في مواجهة الجميع هذا العام. انه فريق متكامل وقوي. ستجد الفرق صعوبة كبيرة للفوز عليه».

من جهته، أكد مدرب برشلونة الهولندي فرانك رايكارد إن فريقه جاهز لإحراز جميع الألقاب المحلية والقارية في الموسم الجديد بعد إن عزز صفوفه بأكثر من ورقة رابحة.

وأضاف: «مررنا بظروف صعبة الموسم الماضي ولم نتمكن من إحراز اللقب، لكننا هذه المرة مصممون على المنافسة بقوة على جميع الألقاب».

واعتبر رايكارد بان تعاقد الفريق الكاتالوني مع أربعة لاعبين جدد سيعطي إضافة كبيرة للفريق في الموسم الجديد.

وتابع «الفوز بالألقاب يحتاج إلى التضحية والتضامن وعقلية الدفاع عن ألوان برشلونة من جميع اللاعبين».

ويواجه رايكارد تحديا حقيقيا لخلق انسجام بين لاعبي تشكيلته أصحاب المهارة العالية، معتبرا انه سيضمن شعور الجميع بالسعادة عند وجودهم على ارض الملعب: «كل ما اعرفه إنني اعمل جاهدا لتحقيق هذا الأمر»، في إشارة منه إلى عدم الرضا الذي أبداه لاعب الوسط البرتغالي ديكو لفقدانه مركزه أساسيا لمصلحة العاجي يايا توريه.

وأشار إلى أن بإمكان الرباعي الهجومي المكون من البرازيلي رونالدينهو وهنري والأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل ايتو اللعب سويا في التشكيلة الأساسية.

وقال «لاعبو الكرة أصحاب المستوى المتميز يمكنهم اللعب سويا دائما»، مضيفا: «يتوقف الأمر على اللحظة المناسبة وظروف المباراة وجهوزية اللاعبين ووضع الفريق المنافس والحاجة للجوء إليهم».

ويستهل برشلونة مشواره بمواجهة راسينغ سانتاندر في اختبار سهل نسبيا غدا (الأحد).

أشبيلية القوي الجديد

وأبدى اشبيلية تصميمه على المنافسة على اللقب من خلال ذله ريال مدريد في مسابقة الكأس السوبر.

وأصبح اشبيلية الرقم الصعب محليا وأوروبيا عندما احتفظ بلقب كأس الاتحاد الأوروبي بفوزه على مواطنه اسبانيول، كما نافس الموسم الماضي بشراسة ريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري المحلي وتوج بلقب الكأس المحلية على حساب خيتافي.

وأذل اشبيلية العام الماضي برشلونة عندما دك شباكه بثلاثية نظيفة في مباراة كأس السوبر الأوروبية التي تجمع بين بطلي مسابقتي دوري الأبطال وكأس الاتحاد الأوروبيين.

وأعلن اشبيلية بقيادة مدربه خواندي راموس نفسه هذا الموسم منافسا قويا على لقب الدوري المحلي بعدما فاز الأحد الماضي على ريال مدريد 5/3 في إياب كأس السوبر المحلية، ليتوج بلقب هذه المسابقة لأوّل مرة في تاريخه.

ويبدأ اشبيلية مشواره بمواجهة خيتافي ومدربه الجديد الدولي الدنماركي السابق ميكايل لاودروب اليوم (السبت).

في المقابل، أبدى مدرب فالنسيا كيكي فلوريس تذمره من احتلال فريقه للمركزين الثالث والرابع في الدوري مؤكدا تصميم فريقه على إحراز اللقب.

ويعول فالنسيا على نجم المنتخب الإسباني دافيد سيلفا صاحبي هدفين في مرمى اليونان (3/2) في المباراة الدولية الودية في سالونيك، ويفتتح فالنسيا موسمه بمباراة ساخنة مع جاره فياريال.

وفي باقي المباريات، يلعب اتلتيك بلباو مع اوساسونا، ومورسيا مع سرقسطة، ومايوركا مع ليفانتي، وديبورتيفو كورونا مع الميريا، وريكرياتيفو هويلفا مع بيتيس، واسبانيول مع بلد الوليد.

الريال يعرض باقي البرازيليين للبيع!

بعد إنفاق 119 مليون يورو ( 161.33 مليون دولار) هذا الموسم على شراء ثمانية لاعبين ، يسعى نادي ريال مدريد الاسباني لكرة القدم إلى تعويض بعض هذه الأموال عن طريق بيع لاعبه البرازيلي خوليو بابتيستا.

وذكرت صحيفة «ماركا» الاسبانية اليوم الجمعة أن ريال مدريد سيطلب مبلغ 20 مليون يورو ( 27.11 مليون دولار) ثمنا للاعب خط وسطه القوي ولكنه مع ذلك قد يرضى ببيعه مقابل 15 مليون يورو فقط ( 20.34 مليون دولار).

وكان بابتيستا (26 عاما) قد انتقل من اشبيلية الإسباني لصفوف ريال مدريد في يوليو/ تموز من العام 2005 مقابل 21 مليون يورو ( 28.47 مليون دولار) ولكنه لم يلعب سوى فترات قليلة.

وأعير اللاعب البرازيلي إلى نادي أرسنال الانجليزي في الموسم الماضي ولكنه فشل في التأقلم مع طبيعة الدوري الانجليزي.

في الوقت نفسه يسعى ريال مدريد للتخلص من الظهير الأيسر البرازيلي مارسيلو (19 عاما) الذي نادرا ما لعب أيضا للفريق منذ انضمامه إليه قادما من فلومينيزي البرازيلي قبل ثمانية أشهر.

ويعتبر فريق بلد الوليد الوافد الجديد على مسابقة دوري الدرجة الأولى الاسباني صاحب أفضل وضع حاليا لضم مارسيلو على سبيل الإعارة.

إذ ضم بلد الوليد ثمانية لاعبين بالفعل على سبيل الإعارة استعدادا للموسم الجديد. ولكنه لم ينفق سوى 1.3 مليون يورو (1.76 مليون دولار) خلال هذه الصفقات ما جعله النادي الأقل إنفاقا بإسبانيا هذا الصيف.