كان هذا ما قاله مسئول كبير «معشش» في إحدى الوزارات إلى مراسله الذي طلب منه زيادة في راتبه الشهري بمناسبة قرب شهر رمضان المبارك... الحديث بدأ حين جلب المراسل الشاي في الصباح الباكر - الساعة 9 - حين شم رائحة عطر المسئول من على بعد أميال!
دخل المراسل وبدا له أن المسئول في مزاج يسمح له بتناول طيات حديث زيادة الرواتب، فبدأ بالحديث عن الزيادة المرتقبة في «طيران الخليج»، وطرح عليه ما نشر عن نية الحكومة اليمنية منح الموظفين راتبين بمناسبة الشهر الفضيل. الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، إلى أن قال المراسل: «ألحين أنا موظف وراتبي ما يوصل 250 دينار، وقسط البنك 100 دينار، وأعيش في شقة ومتزوج وعندي ولدين، يعني ما يصير يا طويل العمر تكلم مسئول المالية يزيد راتبي شوي أو على الأقل تحسب لي وقت إضافي بس لشهر رمضان». حك المسئول لحيته، وبينما هو كذلك جاءه اتصال من «أم العيال» وأشار إلى المراسل بالخروج من المكتب. كان المراسل يجهز الأوراق في مكتب السكرتير،ة وإذا بالمسئول يطلبه مرة أخرى... دخل الغرفة وجاءه الرزق في أصبوحته، فأشبعه المسئول كلاما لاذعا «يعني تحسبني أنا وزير المالية، أنا أقول الحكومة ما تزيد معاشاتكم أحسن ما تشبعون إنتون من لفلوس، إذا مو عاجبكم الوضع اشربوا من مياه المجاري أحسن إلكم»! كادت عيون المراسل تخرج من رأسه من الدهشة، ولملم أذيال «الفشيلة» ومر على مكتب السكرتيرة وهو يقول: «والله حاله ويا مسئولينه، زوجاتهم تزفهم من الصبح، وما يقدرون عليهم ويطلعون الحرة في الفقارة»...
رجع إلى المكتب بعد أن وزع الأوراق، وإذا بالسكرتيرة تسلمه ورقة تفيد بنقله إلى المخازن! حملق في الورقة وسأل السكرتيرة عن سبب النقل فأجابت «هذا جزاء اللي يعظ اليد اللي تمد له» فقال: «يعني إنتين قلتين للمسئول اللي قلته وأنا طالع؟»... بصق المراسل في وجه السكرتيرة ودخل على المسئول ورمى في وجهه بقية الأوراق، وعندما أراد الخروج عاد ورمى ورقة النقل في وجهه، وهم بالخروج لكنه عاد مرة أخرى وبصق في وجهه وهو يقول: «الشره على اللي يخلي مسئول مثلك في وزارة»!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ