التصريحات التي فاجأتنا بها مديرة مكتب شئون المشرق في الخارجية الأميركية وينستانلي الثلثاء الماضي التي أكدت فيها أنّ «أولوية واشنطن هي في وصول مرشح ليست له ارتباطات مع منظمات إرهابية» على حد وصفها.
وفي تحديد المواصفات، قالت: «إن واشنطن سترفض أي مرشح على ارتباط وثيق مع حزب الله ويعمل لاستعادة نفوذ سورية وتدخل إيران في الشأن اللبناني».
إنّ الموقف الأميركي هذا غير منطقي، ولا يستند إلى الواقعية، وبعيد عن اللياقة الدبلوماسية التي يجب أن تتحلى بها الدولة التي تعطي دروسا في الديمقراطية للآخرين .
والسؤال المطروح هنا هل أميركا أشد حرصا على سلامة لبنان من حزب الله، الذي أكد من خلال خطابات أمينه العام السيد حسن نصرالله وفي أكثر من مناسبة على أن يكون الرئيس للشعب اللبناني كافة يؤمن بسيادة القانون ووحدة لبنان، وسلامة أراضيه.
إنّ هذه التصريحات والسلوكيات من قبل الإدارة الأميركية جاءت وعملية ولادة الشرق الأوسط الجديد بعد لم تر النور، فماذا سيكون الأمر لو كانت النتيجة هزيمة حزب الله وانتصار العدو الصهيوني في حرب تموز العام الماضي، لكانت الإملاءات أكثر وأشد. فالشعب اللبناني أكثر وعيا ونضجا، فيمن يختار له رئيسا، وليس من حق أميركا أو غيرها التدخل في شأن لبناني، وهذا يدل على حال التخبط والضعف التي وصلت إليها الإدارة الأميركية، لتعلن نفسها وصية على دول العالم.
إقرأ أيضا لـ "حسين احمد"العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ