الحاج محمد حسن بوحميد له حديث مملوء بالمرارة، فهو ليس صغير سن، وليس من الذين يرمون الحجارة على قوات الأمن... إنه «قيّم» المسجد الذي يقع بالقرب من الحظور المخالفة بقرية المالكية والتي أزيلت الثلثاء الماضي بأمر من جلالة الملك. وعندما تحدث في الندوة التي عقدتها «الوسط» الأربعاء الماضي كان كل من استمع إليه ينصت وقلبه يعتصر ألما. فالحاج محمد عندما يأتي ذكر الملك، فإنه يصر على القول «جلالة الملك حفظه الله»، فهو ليس من الناشطين الذين يسعون إلى إحراج النظام، إنه مجرد رجل عاش مع القرية والبحر أكثر من ستين سنة. ثم فوجئ مع أبناء قريته قبل عامين (في منتصف 2005) بـ «جدار عازل» يرتفع عاليا ويمتد داخل البحر ليمنعه من رؤية الماء أو الولوج إليه. وبعد تدخل الملك المباشر أزيل الجدار، إلا أن الذي أقام الجدار قام بملء المنطقة بحظور في كل مكان لمنع الأهالي من الولوج إلى الماء، واستمر هذا الأمر سنتين، حتى الأسبوع الماضي عندما أزيلت الحظور.
الحاج محمد قال إن وضع الحظور في تلك المنطقة «بدعة مستحدثة» لأنه لا يوجد سمك هناك بعد أن تم ردم المنطقة في السنوات الأخيرة (بصورة غير قانونية)، ولذلك فإن تكثيف الحظور واستخدام مواد لا علاقة لها بصيد السمك (والسمك غير موجود بكميات تستدعي وجود حظور، في تلك المنطقة على أي حال)، إنما كان الهدف منهما منع الأهالي من دخول البحر بعد أن فشل الجدار العازل في تلك المهمة.
الحاج محمد قال إنها من البدع الجديدة أن تقام حظور في البقعة الميتة سمكيا، إذ لا وجود لتيارات مائية. وعليه، فإنها كانت حظورا لإهانة وابتزاز الأهالي، ولإيذاء الحاج محمد الذي كان يخضع للتصوير الاستفزازي وتهديد رجال الأمن بإطلاق مسيلات الدموع عليه. يسترجع الحاج محمد أنفاسه ويقول: «رضينا بأن تمنعونا من البحر إلى حين يصدر حكم القانون، ولكن لماذا تركضون خلف الناس بالمسيلات والرصاص حتى شرق القرية ووصل الاختناق حتى إلى النادي؟».
وواصل حديثه المملوء بالمرارة: لقد قلت لمبعوث عمَّن وضع الحظور إن المكان الذي وضعت فيه الحظور الحالية هو وقف للمسجد على أي حال، فخاف قليلا من وضعها، ولكنه ما لبث أن قام عمدا بوضعها من خلال الاستعانة ببعض العمال من منطقة سترة، فحدثت فتنة بين القريتين تم احتواؤها بعد ذلك. وقال إنه أوصل إلى من أقام الحظور أن أهالي المالكية لا يريدون سوى «حسن الجيرة وليس إقامة برج لتصوير النساء وزوار الساحل»، وإن كل شيء استبيح بغير وجه حق، حتى القبور تم العبث بها عمدا. بعد المرارة والألم، استرجع الحاج محمد أنفاسه مستذكرا أن الملك أمر بإزالة الحظور وشكر جلالته وتمنى الخير لكل البحرين.
وبخصوص الفترة التي سبقت وتلت إزالة الحظور، قال بوحميد: «بعد إعلان الهيئة العامة إزالتها في وقت أقصاه 15 أغسطس/ آب الجاري هدأت المنطقة، ولكن مرت 6 أيام من دون إزالة الحظور، واستمعت بنفسي إلى رئيس المجلس الشمالي وهو يحادث سمو الشيخ عبدالله بن حمد ويخبره بتوجيهات جلالة الملك بإزالة الحظور من مكانها».
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1814 - الجمعة 24 أغسطس 2007م الموافق 10 شعبان 1428هـ