«نصر الله لم يكذب أبدا»
هكذا، وبكل صراحة وشجاعة عبر وزير البنى التحتية الإسرائيلي «بنيامين بن اليعازر» في الذكرى الأولى لهزيمة الكيان الصهيوني من قبل المقاومة الإسلامية الباسلة «والفضل - كل الفضل - ما شهدت به الأعداء».
من يحترم نفسه، لا يكذب أبدا.
من يحترم نفسه، يحترمه الآخرون حتى أعداؤه، هذا هو الواقع أمس واليوم وغدا، وإلى الأبد.
نصرالله إذا قال (فعل) والفعل عنده يسبق القول ويدعمه.
إنه من قوم لا يقولون ما لا يفعلون.
إنه رجل - وأي رجل - عندما يقول «أنا أمتلك عشرين ألف صاروخ فأنا أصدقه كما قال «بن اليعازر».
«نصر الله» و«حزب الله» فرضا احترامهما على الجميع، حتى أولئك الأعداء الذين كانوا إذا ذكروا «حزب الله» قرنوه بعبارة «ما يسمى» إمعانا في التجاهل والتحقير، أما اليوم فإن صدى هذا الاسم العظيم يتجاوز الحدود ليفرض قوته ومكانته السياسية والعسكرية والمعنوية على كل شبر في الأرض.
الكاذبون هم المحقّرون، والمنافقون هم الساقطون، أما الصادقون في أي - موقع - فهم أولئك الذين نالوا الشرف الرفيع بين قومهم وبين أعدائهم، فلم يعودوا ملكا لقومهم فقط، بقدر ما هم ملك لكل الأمة.
الحسد من العوامل التي تدفع صاحبها إلى تجاهل المحسود، وتحويل فضائله إلى رذائل، بل التآمر ضده ومحو اسمه من شجرة الحياة.
إن «نصر الله» ومن هم على شاكلته لهم موضع فخر الأمة - كل الأمة - واعتزازها وشرفها.
لن ينال هؤلاء وأولئك الأعداء من هذا الرجل العملاق إلا بقدر ما تنال النملة الصغيرة من جبل أشم، وهل تصمد النملة الصغيرة «بل ملايين النمل» أمام جبل شامخ عملاق؟
لقد علمنا التاريخ أن المناضلين الصادقين هم وحدهم موضع تقدير وتقديس الأمم في كل مكان وزمان حتى المناضلون بكلماتهم، وأقلامهم وخير شاهد على ما نقول ذلك المفكر الفرنسي الذي عبر عن خجله واستيائه واحتقاره لاستعمار بلاده للجزائر، فكتب كتابا أسماه «عارنا في الجزائر».
هكذا هم المجاهدون الشرفاء على امتداد التاريخ، مواقفهم المضيئة قدوة وأسوة لكل الناس ودماؤهم المراقة شموع تنير الدرب للسالكين في كل مكان من الكرة الأرضية.
إن الأمم تقاس - على مدى الأزمان - برجالها ومجاهديها والمناضلين دون كرامتها وعزتها وإعلاء كلمتها.
أما أولئك المتخاذلون المناوئون فلا مكان ولا مقام لهم بين الشعوب الحرة والأمم الشريفة
إقرأ أيضا لـ "علي الشرقي"العدد 1813 - الخميس 23 أغسطس 2007م الموافق 09 شعبان 1428هـ