التقرير الذي قدّمه عضو مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم عبدالعزيز قمبر إلى الاتحاد بعد جولته المكوكية إلى ملاعب الأندية، وتأكيده على عدم صلاحية الملاعب لإقامة المباريات عليها ليس بالأمر الجديد، وكان بإمكانه استيعاب ذلك من دون الحاجة إلى القيام بجولته التفقدية التي لم ينل منها سوى زحمة الشوارع وصرف البنزين.
الصحف المحلية أشارت إلى هذا الموضوع في الكثير من المقالات، وطرحت مشكلة الملاعب وعدم جاهزيتها على مساحات واسعة في الصحف، وكانت لفترة طويلة هي حديث الساعة في الوسط الرياضي، وتحدث اللاعبون الصغار والكبار عن معاناتهم مع تلك الملاعب التي ليست لها علاقة بملاعب كرة القدم أصلا، فضلا عن الإصابات الكثيرة التي تعرض لها اللاعبون بسبب عدم صلاحية الملاعب، وقد أشارت الصحف إلى جميع هذه الجوانب، حتى أن بعضهم ذهب أبعد من ذلك وعمل تحقيقات موسّعة مع الأطباء المتخصصين في إصابات الملاعب الذين أكدوا أنّ ملاعب أنديتنا لها تأثير كبير على صحة اللاعبين مستقبلا.
لذلك نقولها «توها الناس يا قمبر» ويا اتحاد الكرة، ويا مؤسسة، فنحن الآن في القرن الحادي والعشرين، وملاعبنا هي نفسها التي كانت موجودة في ستينات وسبعينات القرن الماضي من دون أنْ تتغير، باستثناء بعض الملاعب التي تمت زراعتها.
التقرير الذي رفعه قمبر إلى الاتحاد وتأكيده على عدم صلاحية الملاعب، يضعنا أمام حقيقة واحدة وهي أنّ خطة التطوير يجب أن تبدأ من الأساس، ويجب ألا ننظر إلى الأعلى قبل أنْ نضع أسسا قوية نستطيع أنْ نبني عليها أقوى البنيان ومن ثم نبدأ في وضع الخطط الكفيلة بتطوير كرة القدم في المملكة.
والتجربة التونسية التي أدهش بها الوفد الذي زار تونس ووقف على تجربتها في تطوير كرة القدم لن تقدّم ولن تؤخر ما دام الأساس هشا، وليس بمقدوره استيعاب متطلبات كرة القدم الحقيقية التي نسعى إلى إيجادها والوصول إليها، أضف إلى ذلك أنّ خبراء الفيفا الذين ننتظر قدومهم لتطوير كرة القدم ليس لديهم العصا السحرية لتغيير واقعنا المأسوي ما لم تكن هناك رغبة فعلية لتغيير هذا الواقع وتحويله إلى جانب مشرق نؤكّد من خلاله رغبتنا في العمل على تطوير كرتنا.
وفي هذا الجانب سأذكر جانبا من حديثي مع محامية الفيفا التي أعطت محاضرة عن الاحتراف على هامش مباراة منتخبنا مع ترينيداد وتوباغو، إذ سألتها عن رأيها الشخصي في كرة القدم البحرينية والمنتخب البحريني، فقالت: إنها مندهشة من الوضع الكروي في البحرين، وأكدت أنّ دهشتها كانت أكبر لوصول منتخبنا لهذه المرحلة المتقدمة من التصفيات على رغم ضعف الإمكانات والملاعب غير الصالحة لكرة القدم والأندية المتهالكة.
وما أراح قلبي بعد هذه «الفضيحة» أنها أكدت أن البحرين تملك العنصر البشري قوي العزيمة الذي يتميز بالروح القتالية، معتقدة أنه هو السبب الرئيسي لوصول المنتخب لهذه المرحلة من التصفيات العالمية.
هذا هو واقعنا، وستبدأ معاناة الفئات العمرية بعد أسبوع من الآنَ، ولن ينفع تقرير قمبر عن الملاعب، إذ إنّ مكانه سيكون كالعادة أدارج المكاتب أو الأرفف
إقرأ أيضا لـ "كاظم عبدالله"العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ