العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ

المالكية «تفضفض»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في ندوة استضافتها «الوسط» يوم أمس، تحدّث عددٌ من شخصيات وأبناء المالكية، عن الحدث الأخير في حياة قريتهم الساحلية الوادعة، فيما يشبه «الفضفضة» بصوت مسموع.

ما شد انتباهي أكثر، ما تكلّم به عجوزٌ رافق الوفد، لمّا جاء دوره انطلق يتحدّث بكل تلقائية وصراحة وصدق. لم يكن في كلامه حقدٌ أو تشفي، وإنما كان يتحدّث بنبرة فيها نوعٌ من العتاب على وطنٍ كثيرا ما يقسو على أبنائه... ويحنو على الغريب.

العجوز هو قيّم المسجد، تحدّث بلغةٍ غلبت عليها الكلمات العامية التي استعصت على فهم بعض الزملاء والزميلات، وتمنّيت أن تصل حرفيا الى كل الوزراء والمسئولين في البلاد. ومن بين ما استطعت تسجيله من كلامه عما أسماه حرفيا «استباحة البلد»: سبعة أسابيع من (الطخ)، ومسيل الدموع، والرَمّايَة (الرماة) ترمي، يتصرفون وكأن البلد ما فيها نظام ولا قانون. وضد من؟ ضد ناس فقراء عاطلين عن العمل. مسيلات دموع والمطّاط (يقصد الرصاص المطاطي)، حتى الحريم تصوّبوا (أصيبوا والأصح أصبن)، معقول أن الطخ من الساحل إلى النادي، هذي إهانة للبلد»... وهي إشارة لتذكير الحاضرين ببعد المسافة بين الساحل ومقر النادي على الشارع العام.

يضيف حجي أحمد: «تكلّمنا مع الثروة السمكية ولكنها ما استجابت لنا، في أي دولة ما يجي واحد وياخذ السواحل، هذي ما صارت. لازم البحرين تهتم بالسواحل».

ثم ينتقل إلى ما تعرّض له وعائلته من أذى شخصي فيقول: «دخلوا (قوات الأمن) بيتنا واعتدوا على بنت عمي (زوجتي) هل يجوز هذا»؟

ويبدو أن التجاوزات الأمنية الأخيرة جرحت كثيرا مشاعر الناس، وهو ما نتمنّى أن يكون موضوع مراجعة من قبل وزارة الداخلية، إذ يقول: «سنتين الناس تقاوم الحظور، حتى القبور استباحوها الشرطة، كانوا يدوسون على قبور الأموات وضربوا المصلين. احنه في البحرين سنة وشيعة ما نعتدي قط على المساجد بتاتا. الطخّ على البيوت كان أحيانا حتى الساعة ثِنتين الليل، وعلى ويش؟ على حظور من عصي وجريد نخل. هدلين ما يريدون حكم ولا فوضى».

ومن الصعب أن يتخيّل المرء ما تركته قضية الحظور على نفسيات المالكيين، فأحد القراء شعر بالحزن لوصف قريته بالهادئة في التسعينات، فكتب معاتبا: «أنا أعتب عليك على هذه العبارة... صحيح أنها لم تكن على مستوى الحراك السياسي قياسا بالقرى الأخرى، ولكن كنا نعاني من سياسة أمن الدولة كأي قرية أخرى، ونحن لم نعزل أنفسنا عن هذا الشعب، ومازالت راسخة في عقولنا ذكريات التمشيط والضرب والإهانات والتعذيب، والتهجم على النساء والرجال حالنا حال القرى البحرينية فترة التسعينات، حتى في أول أيام عيد الفطر كنا نصبّح على تمشيط واسع ويسجن سبعون شابا ولا يطلق سراحهم إلاّ بعد شهور».

أما القارئ علي، فله عتابٌ آخر على عبارة «لم تحرّكها حوادث التسعينات»، معتبرا ان هذه الكلمة تستفز أبناء المالكية التي ظلمها الإعلام آنذاك كما يقول: «فيكفي أنها قدّمت خيرة شبابها في السجون قربانا لقضية الشعب في انتفاضة التسعينات، وهناك من نُكّل بهم وتعرّض للتعذيب، وهناك بيوت اعتُدي على حرماتها وتعرّضت للتكسير والتنكيل بأهلها. ويكفي أن يوم اعتقال الشيخ الجمري بعد فشل المبادرة تم اعتقال أكثر من 100 ناشط بحريني 30 منهم من أبناء المالكية».

كلامك وصل يا حجي أحمد... ومن حقّكم علينا أن نسمَعَ ونُسمِعَ صوتكم... أيها الأجاويد

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1812 - الأربعاء 22 أغسطس 2007م الموافق 08 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً