بهذا العنوان الملفت تنطلق يوم الجمعة المقبل الندوة المرتقبة في المنامة لبحث تداعيات «سكن العزّاب» وسط الأحياء السكنية... ويبدو أن هذا الملف المثقل بالهموم لم يكن له صيت وسط الأوساط الرسمية، وخصوصا بعد أن أزيلت إعلانات الندوة من الشوارع، ففي الوقت الذي نفت فيه بلدية المنامة مسئولياتها عن إزالة هذه الإعلانات يلح سؤال مهم عن الجهة التي قامت بهذا التصرف على رغم أن رئيس مجلس بلدي العاصمة وعد المنظمين بعدم مس الإعلانات من طرف البلدية، وهي الجهة المعنية بصرف الترخيص.

والأغرب من ذلك أن الإعلانات التي أزيلت لم تكن تدعو لا إلى ندوة سياسية ولا إلى اعتصام سلمي أو غير سلمي، بل كانت تدعو إلى ندوة يحضرها ممثلون بلديون للحديث عن ظاهرة «سكن العزّاب»، ولم يجد المنظمون عنوانا أنسب من «المنامة تحتضر»، ولكن يبدو أنهم أقلقوا هذه الجهة حين وضعوا على الإعلانات صورة نعش وهيكل عظمي دلالة على موت العاصمة، وخصوصا من ناحية الأخلاقيات التي تسبب بها الدخلاء!

وعلى رغم أن إزالة هذه الإعلانات ستقلل من دون أدنى شك من نسبة الحضور ومن أهمية الموضوع، فإن القائمين على الندوة عازمون على المضي فيما بدأوا به، وأعدوا العدة لتنظيم الندوة مساء الجمعة المقبل في المأتم المعرف بـ «السماكين» مقابل مسجد مؤمن في المنامة، وسيحضر الندوة نائب عن وزير الداخلية، ونائب عن محافظ العاصمة، إضافة إلى رئيس مجلس بلدي العاصمة وعضو المجلس صادق رحمة.

ويشعر المنظمون بأنه آن الأوان لوضع حد للتجاوزات الأخلاقية في العاصمة، وخصوصا بعد أن ارتفع عدد المنازل التي تحولت إلى أوكار للدعارة وأخرى لمعاقرة الخمور وصنعها، ناهيكم عن المنازل الآيلة إلى السقوط والمكتظة بأعداد هائلة من العزّاب... ومن دون أدنى شك، فإن الأمور وصلت إلى حد لا يمكن فيه غض البصر عنها.

ولعل جمع المسئولين من وزارة الداخلية والمحافظة والمجلس البلدي على طاولة نقاش واحدة يعد تحركا إيجابيا من أهالي العاصمة للخروج بحلول لمشكلة «سكن العزّاب»، وخصوصا بعد أن هجر كثير من أهالي المنامة منازلهم بسبب العزّاب... ومن المنتظر أن يخرج المنتدون بتوصيات مهمة، والأمل يحدو الأهالي بتنفيذ هذه التوصيات، وألا تبقى مجرد حبر على ورق لا يغني ولا يسمن من جوع!