العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ

دوزيه الذي لم يسرق

جاسم حسين jasim.hussain [at] alwasatnews.com

من سوء حظ الرئيس التنفيذي السابق لطيران الخليج أندريه دوزيه أن اسمه له معنى سلبي في البحرين، فاسمه الأخير (دوزيه) يعني الشخص السارق في اللغة الفارسية. ولاحظنا أن عددا من المرتبطين بالشركة والمعادين للرجل كانوا يزعمون بأن دوزيه سارق بدليل اسمه.

بل على العكس نعتقد أن دوزيه لم يكن شخصا سارقا، فقد حاول هذا السويسري ذي الخمسين عاما إنقاذ الناقلة الوطنية من أزمتها والمتمثلة في زيادة النفقات على الإيرادات (خسرت الشركة أكثر من 130 مليون دينار في العام 2006). بيد أنه لم يحصل على تعاون من قبل مجلس الإدارة. وخلافا لدوزيه فإن غالبية أعضاء مجلس الإدارة لا يمتلكون الخبرة الكافية في صناعة الطيران.

فترة قصيرة

علينا أن نعي أن الرجل بقي في منصبه أقل من 120 يوما إذ تسلمه بشكل رسمي في مطلع شهر إبريل/ نيسان وغادر الوظيفة قبل نهاية شهر يوليو/ تموز، فليس من المنطقي الادعاء بأن الرجل تمكن من سرقة أموال ضخمة في فترة قصيرة نسبيا، في المقابل من الأيسر الزعم بأن دوزيه فشل في السرقة وعليه قدم استقالته.

ثم إذا كان الرجل سرق أموالا ضخمة كما يزعم معارضوه وهم كثر؛ ألم يكن أجدى له البقاء في البحرين لفترة أطول وأخذ المزيد! بل في المقابل ربما كان الرجل يرفض أخذ الرشا وذلك بالنظر إلى خلفيته، المعروف أن الفساد المالي والإداري غير مستشر في سويسرا خلافا لما هو عليه الحال عندنا.

ثم إن دوزيه، جاء في فترة وجود نوع من الرقابة على الشركة، فإذا نجح في السرقة في هذا الوقت بالذات فذاك أمر خطير ودليل دامغ على فشل محاولات القضاء على جهود الحد من الفساد المالي في طيران الخليج.

أما مقولة أن دوزيه لم يتحمل الطبيعة الديمقراطية للبحرين من قبيل وجود رقابة من البرلمان وجمعيات النفع العام فضلا عن الحرية الإعلامية، فهذا كلام لا أساس له جملة وتفصيلا، فكما أشرنا سلفا فإن دوزيه مواطن سويسري ما يعني أنه تعود على الديمقراطية في بلاده، الشيء المؤكد هو أن المؤسسات الديمقراطية في سويسرا أكثر ترسخا مما هو عليه الحال في البحرين.

ندوة «وعد»

من جهة أخرى, نعتقد أن مجلس الإدارة ربما استغل ما جاء في الندوة الشهيرة التي عقدت في جمعية «وعد» في الشهر الماضي للتخلص من الرجل، فقد نقلت وسائل الإعلام الكثير من التفاصيل عن التجاوزات المزعومة في طيران الخليج، فصلها كل من إبراهيم شريف وعبدالعزيز أبل وهما اثنان من الشخصيات السياسية والاقتصادية المتميزة في البلاد، ويبدو أن مجلس الإدارة رأى في تداعيات الندوة فرصة سانحة للتخلص من دوزيه الذي بات يشكل عبئا على الشركة بسبب الانتقادات الموجهة إليه من كل حدب وصوب.

وكان لافتا ما قاله إبراهيم شريف من أن الندوة ليست هي من أسقطت دوزيه، علينا أن نعي بأن التجاوزات المالية حدثت في طيران الخليج قبل تسلم الرجل منصبه، لكن يبدو أن دوزيه قد أصيب بخيبة أمل بعدما تبين له عدم قدرته على وقف النزيف المالي في الشركة.

أسفا دوزيه فقد حاولت أن تعيد الحياة إلى الناقلة الوطنية لكن «لا حياة لمن تنادي»، ربما خسرت وظيفة بسبب اسمك الذي لم يشفع لك، وربما خسرت وظيفتك لأنك تسلمت زمام الأمور في الوقت الضائع.

إقرأ أيضا لـ "جاسم حسين"

العدد 1811 - الثلثاء 21 أغسطس 2007م الموافق 07 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً