العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ

زيارة خاصة لشيء غير مرغوب فيه

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هو ذلك الوباء المتحرك بالأرجل الخفية... في غفوة من البشر! والذي يغزو أجسامنا فجأة! من دون استئذان! وهو لا يفرق بين كبير وصغير... غني أو فقير! وما كر في الدخول كيفما يشاء... ومتى يشاء! وقد تزداد شراسته للأجساد المنهكة المجهدة أو المريضة بأمراض أخرى أو من هم تحت ضغوط نفسية! وهو موجود ويتنقل في جميع المواسم ولكنه ينشط شتاء أو في الخريف نظرا للتقلبات المناخية!

والمشكلة الكبرى... هي عدم الانتباه إلى أن هذا المرض هو مرض فعلي وله تأثيراته السلبية على النواحي المتعددة من حياتنا! وأن الكثيرين يتخذونه كذريعة للنكتة أو الاستهزاء وبأنه مرض حتمي وبأنه يزور الجميع وأنه شر لابد منه ولا يعطونه حقه من الراحة الضرورية إلا حينما يشتد ويلزمهم بالتوقف عن الحركة والاضطرار للراحة في السرير... وفي الحقيقة أثبتت الدراسات أنه هو المرض الأكثر انتشارا وهو من الأمراض التي تتسبب في الكثير من الغياب عن العمل ونقص الإنتاج وإهدار الكثير من المصروفات على علاجه... خصوصا حينما يستفحل في الجهاز التنفسي ويتسبب في المضاعفات الجانبية من التهاب الرئتين والكحة والتهاب الأذنين والحنجرة حتى العيون... وقد تطول الأعراض والمضاعفات لمدة ثلاثين يوما من المعاناة.

لقد انتشرت الأنفلونزا في الغرب منذ عدة سنوات كمرض معد ومخيف بحيث توفي عدة مئات من كبار السن لوجود فيروس من الشرق الأقصى غريب والذي لم يتمكنوا من السيطرة على علاجه... وبذلك بدأ انتشار التطعيم (اللقاح) في بداية كل شتاء للسيطرة على مضاعفات المرض على الأقل، وتطول مدة الحصانة لعام كامل ما يوفر الكثير من العناية... ويقلل من الغياب في العمل ويوفر المصاريف الدوائية للدولة، وخصوصا عندما تقارن بسعر التطعيم الرمزي إلى أسعار العلاج الباهظة والجهد والوقت المضني.

وإذ أقترح أن تقوم وزارة الصحة... بتوفير هذا المصل (التطعيم) وأن يكون في متناول الجميع وبإشراف الوزارة... لما في ذلك الكثير من التوفير المادي والمعنوي والصحي... وأن تلتزم المؤسسات بالمساهمة بإعطاء المرضى إجازة في بداية المرض للإقلال من انتشاره كوباء!

وأن يلزم المصاب منزله ويبتعد تماما عن الأماكن العامة لحماية الآخرين بذهن متيقظ وضمير مسئول لحماية الآخر، وعدم الإضرار بالبيئة والمجتمع وكشيء أخلاقي ملزم به، وأن لا يستهزئ بأن ذلك شيء عادي أو وعكة بسيطة وستزول وعليه المحافظة على أن يكون مواطنا صالحا.

أما للوقاية من هذا الداء... فإنه يتحتم الابتعاد عن الأماكن المكتظة، وقليلة التهوية، وعدم الإجهاد في العمل، والحصول على قدر كافٍ من النوم، والغذاء المتوازن.

ولقد أثبتت الكثير من الدراسات أن فيتامين C إذا ما أخذ منه عدد 2 جرام يوميا قد يقوي المناعة ويقلل من الإصابة! وتناول الكثير من الحمضيات التي تحوي ذلك الفيتامين.

كما الامتناع عن تدخين الشيشة والتي هي حتما مخزنا جيدا من خلال أنابيبها لذلك الفيروس الشرس! والمتعدد الأنواع! هذا إضافة إلى ممارسة الرياضة المنتظمة والتي تقوم بتنشيط الدورة الدموية وتحفيز مقاومة الجسم عموما.

وكلمة أخيرة... إن الاسترخاء والتأمل للإقلال من الضغوط النفسية هي من أهم العوامل الأساسية للحماية والتي هي بالتالي تقلل من الكآبة... والتي قد تجرنا إلى الأمراض أولا وقبل الإصابة ثم بعد ذلك تقضي علينا في متاهات الأمراض الأخرى.

والآن وبعد كل تلك المقدمة... ما رأيكم ببدء الموسم بالتطعيم كخطوة أولى وأرجوا أن يكون متوفرا في البحرين.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً