إن كان اختفاء الطفل بدر سرا غامضا لم تُفك طلاسمه حتى الآن، فإن عدم إرساء مناقصة النظافة على شركة جديدة هو الآخر سر دفع بعض البلديين إلى التوجس من وجود أيد خفية تتلاعب بهذا الوطن وتجعل منه خليج توبلي ملوث، ولكن بالنفايات وليس بمخلفات مياه المجاري.

إذا صح أن مجلس المناقصات ينوي إعادة طرح مناقصة النظافة مجددا، فهذا يعني صراحة استنزافا للمال العام، وتحديدا الأموال التي أنفقتها وزارة شئون البلديات والزراعة لانتداب شركة «آتكنز» الاستشارية من أجل تقييم العطاءات، والتي أعدت تقريرا ضمنته توصياتها وتقييمها للشركة الأنسب، ولكن الأشهر مرت فأخذت من عمر آليات وشاحنات الشركة الحالية حتى أحيلت - بحسب أحد الرؤساء البلديين - إلى التقاعد ولم تستبدل، فيما التسويف والمماطلة يأخذ من بيئة البحرين الشيء الكثير. لا شك أن كل مسئول في المحافظات الثلاث (الشمالية والوسطى والجنوبية)، يشعر بمدى تردي مستوى النظافة، سواء أكان خارجا من مسكنه أم مارا في الشارع، ولا أعتقد أنه بحاجة إلى عضو بلدي يقف أمامه ليشرح له تداعيات هذا الوضع السلبية على صحة الإنسان، وبالتالي فإن القضية هي وطنية بالدرجة الأولى وكل من يعنيه الأمر مطالب بأن يأخذ زمام المبادرة. اليوم نراهن على صمت المواطنين وصبرهم، إلا أن هذا الحال لن يستمر طويلا، لذلك نحتاج إلى حلول سريعة وليست ترقيعية للخروج من المأزق.