أثار حجاب خير النساء قرينة وزير الخارجية التركي عبدالله غول ردود أفعال متباينة بين مؤيّد ومعارض في دولة تشدد على طابعها العلماني.

فالمؤيّدون رأوا من حقّها أنْ تتمسكَ بحجابها وتحافظ عليه، انطلاقا من تكليفها الشرعي الذي يفرض عليها ذلك، أمّا المعارضون (العلمانيون) فرأوا أنّ وجود سيّدة أولى محجّبة في قصر الرئاسة في حال انتخاب زوجها رئيسا للجمهورية التركية غير مقبول ألبتة، إذ إن هذا المكان يحمل في نظرهم قيمة رمزية، وأن هذا الحجاب يهدد الأسس العلمانية للدولة.

وعطفا على ذلك قررت قرينة غول أنْ تغيّر طريقة حجابها وأنْ تدخلَ عليه بعض اللمسات الحديثة ليصبح مقبولا، لذلك جاء اتصالها بمصمم أزياء عالمي من أصل تركي وطلبت منه أنْ يصمم لها عدّة أشكال من الأحجبة لتختار منها ما يناسبها.

إنّ هذه الزوبعة التي ثارت - في اعتقادنا - هدفها إعلان الحرب على ارتداء الحجاب و»حزب العدالة» الذي حاز ثقة غالبية الشعب التركي المسلم. والشيء المثير للاستغراب أمام هذه الهجمة الشرسة على حجاب خير النساء لم نجد أنصار المرأة والمتباكين عليها، وعلى حقوقها! ولم نجد أيضا المنادين باحترام الآخر، وحرية الديانات، والحرية الشخصية!

أليس من حقها أن تطيع أمر ربها وخالقها؟ وأليس من حقها أنْ تمارس معتقداتها في بلدها المسلم بحرية بعيدا عن الضغوط والازدراء والتحقير؟ أو أن في الأمر سرا.