جرت العادة على أن تكون الألوان الصاخبة كالأصفر والأخضر والبرتقالي لفصل الصيف على أن يكلل موسم الشتاء بدفء الألوان الداكنة كالأسود والأزرق والأحمر والبني، بيد أن لكل مجتمع ثقافته في المأكل والمشرب والعادات والتقاليد التي لا تكون الألوان بمعزل عنها.
شاهدنا من هذا الحديث أن المنطقية في الملبس مرتبطة ارتباطا وثيقا بثقافة الألوان وموسميتها، بيد أن الغالبية العظمى في مجتمعنا لا تعي تلك الثقافة ولا تصنف الألوان فيها وفقا للموسمية أو لتلك الثقافة أو تبعا للموضة الدارجة في أقل تقدير، وإنما وفقا للعرف السائد الذي غالبا ما تحكمه الجندرية أو السن فتصنف الألوان الصاخبة للصغيرات والحسناوات والمراهقات في حين تحضى الناضجات والسيدات بوقار الألوان الداكنة وبالضرورة يجري العرف على تخصيص الألوان الداكنة للذكور والهادئة للإناث بصرف النظر عن تغيّر الموضة.
ولعل المثل الشعبي المأثور الذي يقول: «كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس» ليس في محله فمظهر الإنسان قد يعكس حالته النفسية و «مزاجه» وبالضرورة يعكس ذوقه، ومن وجهة نظر شخصية أرى في ثقافة الألوان الموسمية أكثر منطقية وأقرب للتصديق.
وعموما يكمن الجمال والإحساس به في تلمسه ابتداء من الشكل الخارجي وصولا لمضمون الإنسان اللذين يعدان وجهان لعملة واحدة لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر وإن رأى البعض غلبة المضمون و»عار» التركيز على المظهر.
العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ