العدد 1809 - الأحد 19 أغسطس 2007م الموافق 05 شعبان 1428هـ

يا مسهل يا كريم

عباس العالي Abbas.Al-Aali [at] alwasatnews.com

رياضة

شدني أمس خبر ورد للصحافة الرياضية عن زيارة خبراء «الفيفا» إلى البحرين وتشكيل لجنة مشتركة بين اتحاد الكرة والمؤسسة العامة استعدادا لزيارة الخبراء الذين سيعقدون ورش عمل تمهيدا لوضع استراتيجية لتطوير كرة القدم البحرينية.

بداية وقبل تناول هذا الموضوع المهم الحيوي الذي سينقل كرة القدم البحرينية إلى مصاف الكرة العالمية... أقسم بالله العظيم أنني لست ضد خبراء «الفيفا» أو ضد أية خطة جهنمية تنتشل كرة القدم البحرينية من الوحل، ولا أرفض كل جديد قادم ولكنني مؤمن بالمثل القائل «اسأل مجرب ولا تسأل طبيب»، وهذا ما يفرض عليّ طرح الأسئلة الآتية:

- كم من الخبراء مروا على البحرين مند تأسيس الاتحاد البحريني لكرة القدم العام 1956 «أقدم اتحاد خليجي؟»

- وكم لجنة شكلت من الأندية الأعضاء والاتحاد والمؤسسة؟

- وكم من الدراسات التي وضعها أكاديميون قاموا بزيارة الكثير من الدول للاستفادة من تجاربهم... علما انه سبق أن أقيمت مثل هذه الدراسة العام 2000 شارك فيها أساتذة اليوم أنفسهم، فماذا حدث فيها ولماذا لم نستفد منها؟

- وأخيرا، لماذا - نحن فقط في البحرين - نعود إلى سيرتنا الأولى؟!

قبل أن أتحدث عن أسباب فشلنا، ولماذا مازلنا متأخرين بعد نصف قرن من الزمان كنا قد سبقنا فيه أقراننا... وكنا -دائما- نتفاخر برياضتنا وبتفاني وإخلاص لاعبينا الذين صنعوا المعجزات وتغلبوا على شح الإمكانات، أصبحنا نضع رؤوسنا في الرمال خجلا مما يحدث فيها من انتهاكات قانونية في كرة القدم...!

سأعرض تقريرين تناقلتهما وكالات الأنباء عن خطة تطوير كرة القدم في بلدين شقيقين حتى نلم إلماما جيدا ونعرف أن التطوير لا يأتي فقط بتشكيل ورش عمل أو كلام خبراء ولكن يأتي بتوافر الإمكانات و»الفلوس»... ففي دولة قطر الشقيقة عقدت اللجنة المكلفة بتطوير كرة القدم القطرية اجتماعا لها يوم 23 مايو/ أيار الماضي في فندق «فايف سيزن» بحضور رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم وأعضاء اللجنة المكلفة بوضع استراتيجية التطوير بإشراف الخبير الألماني «يوري» وكان أبرز قراراتها تعيين 5 مدراء تنفيذيين من أجل إدارة النادي وكل ما يحيط بكرة القدم في الأندية بهدف تأسيس إدارات قوية وتحويل فرق كرة القدم إلى كيان قانوني وتطوير العمل التجاري في الأندية وتعزيز نظام الحوافز والمكافآت للاعبين المحليين، والنقطة الأخيرة أضع تحتها خطا أحمر كبيرا لأنني سأعود إليها.

أما في دولة الإمارات العربية الشقيقة وبعد اجتماعات متواصلة في مدينة الشارقة تمخض عنها تشكيل لجان لتطوير كرة القدم، وكان أبرز قراراتها المطالبة بتوفير مبلغ 15 مليون درهم و800 ألف لكل نادٍ سنويا من أجل تطوير كرة القدم فيها وتنفيذ الاحتراف في الأندية وهو ما يطالب به «الفيفا» لتطوير كرة القدم الإماراتية!

الخوف أن يخرج علينا أحد الزملاء - وهي ليست المرة الأولى - ويقول إن هذا الكلام فيه استهزاء وفيه نظرة سوداء للمستقبل المشرق الذي سيردنا من ورش العمل وحضور خبراء «الفيفا»، وأستغرب شخصيا - وهم أصحاب القلم الشريف - سكوتهم عن ظاهرة التجنيس العشوائي التي جعلت من اسم بلدنا «ملطشة ومسخرة» من بين دول العالم، كما استغرب عدم تصديهم للتجاوزات القانونية الفاضحة لمشاركة اللاعب المجنس عدنان إبراهيم مع منتخب كرة القدم الشاطئية من دون أن يكون لاعبا مسجلا في كشوفات الاتحاد لأي نادٍ محلي!

أخيرا، أقول بصدق (ما سبق ان ذكرته قبل أسبوعين) ان كرتنا ليست بحاجة إلى خبراء لحل طلاسمها ولسنا بحاجة إلى خلطة سحرية، كما لسنا بحاجة إلى تشكيل لجان لأننا مللنا من هذا «الهراء» واعتبره مضيعة للوقت، ولكننا - أقولها بحسرة - بحاجة ماسة إلى بناء البنية التحتية في كل الأندية وضخ الأموال من قبل الحكومة وتسخيرها بصورة صحيحة لتطوير اللاعب المحلي، وهو أحد أبرز قرارات استراتيجية تطوير كرة القدم القطرية واحترام القانون، فما يحدث في رياضتنا من «فهلوة» وعمل ارتجالي غير مسئول سيزيدنا تحطيما وتراجعا، ويكفي أن أشير اليوم إلى ما حدث بالأمس لمنتخب كرة القدم الشاطئية إذ كنا أبطال آسيا وأول المتأهلين إلى كأس العالم لكرة القدم الشاطئية التي أقيمت في البرازيل وحقق فيها المنتخب نتائج جيدة... فأين ذهب مدير المنتخب الغيور فياض محمود ولماذا اعتذر غالبية نجوم الفريق... فبعد أن كنا أبطالا في تلك البطولة أصبحنا في خبر كان، فهزمنا بعدد قياسي من الأهداف! فهل ما حدث للشاطئية بحاجة إلى خبراء أو تشكيل لجان!

- أخيرا أقول ان استراتيجية تطوير كرة القدم القطرية والإماراتية التي ذكرت أبرز ما فيهما - طبعا - لا أستطيع أن أطالب بهما، ولا أتوقع تنفيذهما في البحرين، لأنهما ضربان من ضروب الخيال، ولكننا - وهذا الكلام أقوله للمتفائلين - ما دمنا في شهر شعبان ببركاته وقبل أن يهل علينا شهر رمضان الفضيل فإنني أطلب منهم أن نرفع أيدينا إلى السماء وأن نقول جميعا «يا مسهل يا كريم».

إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"

العدد 1809 - الأحد 19 أغسطس 2007م الموافق 05 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً