يترقب جميع المهتمين بالملف السياسي في البحرين قدوم السفير الأميركي الجديد للبحرين، حالة الترقب هذه، تفرضها التأثيرات السياسية للسفارة الأميركية في البحرين من جهة، وحالة «الخمول» و«التوتر» التي أعقبت طرد المعهد الديمقراطي «ndi» من البحرين من جهة أخرى.

المدير الإقليمي لـ «ndi» (كامبل) كان قد علق عقب خروج مؤسسته من البحرين بشكر السفير الأميركي السابق على ما قدمه للمعهد من تعاون ودعم، وهو ما اعتبر أمرا لافتا، فلماذا يشكر «لز كامبل» السفير السابق من دون أن يتطرق لأي أدوار أو خدمات كان قد لعبها أو قدمها السفير الحالي «مونرو» الذي يغادر البحرين هذه الأيام بعد انتهاء فترة تمثيله الدبلوماسي.

خروج «ndi» من البحرين كان أكثر «الإخفاقات» للسياسة الخارجية الاميركية في البحرين إبان عمل السفير السابق. أضف إلى ذلك، أن مجمل الأدوار التي لعبتها المعارضة هناك في واشنطن كانت تتسم بـ «الفوضوية» وكان عجز/ تقصير/ عدم انتباه/ لا مبالاة السفارة الأميركية في البحرين لضرورة الدخول على الخط هو السبب الرئيسي في أن تصل الأمور إلى هذا الحد من «السوء» و«الفوضوية».

خروج «ndi» أيضا، تسبب بشكل أو آخر في فقدان «فوزي جوليد»، والذي كان يسهم بشكل واضح في تقنين وتدريب الجمعيات السياسية المعارضة على المسايسة داخل «ماهو موجود» بأفضل ما يمكن من أدوات. السلطة فهمت أن دور الأميركيين ودور فوزي جوليد في دعم المعارضة داخل البرلمان هو دور مرفوض، كان مرحبا بالأميركيين وبفوزي حين كانا يعملان على إقناع المعارضة بالقبول بالعملية السياسية والدخول في الانتخابات الماضية، وأصبح الأميركيون «نقمة» وأصبح فوزي جوليد غير مرحب به في البحرين حين تغير مسار العملية السياسية.

البديل الذي طرحته السلطة وهو (معهد التنمية السياسية) أصبح عديم «الفاعلية» وفاقدا للصدقية، فشخصية «التأزيم» التي أشرفت على بداياته لم تذر له صديقا أو عزيزا، وخلاف الفضيحة الأخيرة لم يتبق من المعهد إلا إسمه، ولم تتبق من أهدافه إلا رسمها، والتي لا يعرفها أحد.

السفير الأميركي الجديد مطالب بإعادة «الحياة» و»التواصل» السياسي مع العملية السياسية بأكملها، وهو مطالب بلعب دور جديد في سبيل إعادة «ndi»، وخلاف أن ينغمس السفير الجديد في هذه الأدوار يستطيع أيضا أن يتفرغ لرعاية وحضور المعارض التشكيلية والأمسيات الفنية، وإن في ذلك حكمة.