العدد 1808 - السبت 18 أغسطس 2007م الموافق 04 شعبان 1428هـ

«نوكيا»... وحماية المستهلك

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

الإعلان المحذّر الذي نشرته حديثا شركة نوكيا الفنلندية للهواتف المحمولة من خلال موقعها الإلكتروني في رسالة إلى زبائنها عن «مخاوف محتملة من زيادة شحن بطاريات هواتفها من نوع (BL-5C) المصنعة من قبل شركة « ماتسوشيتا» اليابانية من ديسمبر/ كانون الأول 2005 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2006 « هي خطوة تعتبر مميزة بل وتحتسب لهذه الشركة الفنلندية، الأمر الذي وضح مدى حضارية الأسلوب الذي تبنته «نوكيا» في توعية المستهلك وحمايته من أضرار محتملة، غير آبهة بما قد يترتب عليه بيانها من أثر على سمعتها أو على مبيعاتها في السوق المعنية بصناعة الهواتف المحمولة التي نقلت بلدا اسكندنافيا مثل فنلندا المشهورة بتصدير الأخشاب إلى المرتبة الأولى في تصنيع هذا الاختراع الذي أصبح اليوم في متناول الصغير قبل الكبير.

«نوكيا» التي حذرت وكلاء شركاتها في البحرين ومنطقة الشرق الأوسط، معوضة زبائنها ببطاريات أخرى جديدة بعد إرسال مواصفات الهاتف المحمول على موقعها الالكتروني، بدت أكثر تفهما عن بعض وكلائها في المنطقة الذين تحفظوا على الموضوع لكي لا يؤثر هذا على خسارة التاجر الذي يهمه بالدرجة الأولى المحافظة على أرباحه في بيع هواتف نوكيا ومستلزماتها، وهو أمر متوقع خصوصا في ظل غياب جماعات وجمعيات فعالة لحماية المستهلك في البحرين والمنطقة لأن ما هو موجود على الساحة هو شكلي لا أكثر، والجهود التي تنصب بجانب توعية المستهلك تكاد تكون معدومة، وإلا فلو كان موجودا لاستطاع المواطن أن يحاسب على سبيل المثال فيما يحدث من تلاعب في بعض كراجات وكلاء السيارات في البحرين التي تبتز المواطن ماديا ومعنويا من دون متابعة حقيقية من قبل الجهات المعنية في البلاد التي للأسف دورها مغيب هي الأخرى.

وبالتالي لايجد المستهلك في هذه الحالة أحدا يحاسب هذا التاجر فعليا - صاحب هذه الوكالة - إلا في حال لجأ إلى مخاطبة الشركة ( الأم) التي في أوقات كثيرة تعطي حق المستهلك وتفي بوعدها حرصا على سمعتها ورغبة في استعادة ثقة الزبون في منتوجاتها.

«نوكيا» أنموذجا لتحتذي به الشركات في البحرين والعالم، فمخاطبتها بهذه الصورة لزبائنها شرقا وغربا يدل أيضا على حرصها على حماية وسلامة زبائنها واستعادة ثقتهم من خلال توعيتهم حتى لو كان الخطأ صدر منها وهو حدث قلما وجدنا فيه التاجر والوكيل يعترف به في منطقتنا العربية لأن المستهلك لا حقوق له.

أما التوعية بالبضائع أيا كانت غذائية أو استهلاكية فهي إن وصلت فلا تصل إلا لنفر من الناس المتابع والمواظب في شئون ما يشترى ويباع في السوق من الجيد والرديء.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1808 - السبت 18 أغسطس 2007م الموافق 04 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً