الذكرى الـ 36 لاستقلال مملكة البحرين كانت فرصة مناسبة للتعرف على خفايا وظروف يوم الرابع عشر من شهر أغسطس/ آب على الأقل بالنسبة لي ولآخرين حضروا الندوة التي نظمتها «الوسط» قبل يومين تزامنا مع الذكرى، واستضافت فيها من كان قريبا من الخط الرسمي الشوري السابق عبدالحسن بوحسين، وآخر محسوبا على الخط الشعبي الحقوقي عبدالنبي العكري، وأخيرا النائب عبدالجليل خليل.
بوحسين والعكري استذكرا في الندوة بعض الحوادث والمواقف التي كان لها الدور المفصلي في صوغ التاريخ البحريني، وكشفا عن أمور لم يعلن عنها، والحق يقال أنهما أبديا شجاعة في التعرض لهذه المواقف، التي ربما حاولت طمسها بعض الجهات المحسوبة على الحكومة وأخرى طرأت أخيرا على الشارع على طريقة «الطفيليات».
غير أن وجود من هم من أمثال بوحسين والعكري، يعني أن ذاكرة البحرين ما زالت حية ترزق، وستبقى كذلك طالما وقف هؤلاء أمام من اتهمهم النائب خليل في الندوة بأنهم يسعون لمحو تاريخ البحرين، وكان يعني تحديدا وزارة الإعلام.
إلا أن البعض لا يرى في الإعلام سوى جزء من كل، فهناك الكثير ممن أبى تاريخ البحرين أن يكونوا بين ثناياه، وكان ذلك مبررا لهم لمحاولة إخفائه. أعتقد أننا بحاجة لأن يكون لدينا الآلاف من شاكلة بوحسين والعكري وغيرهما ممن لا يتسع المجال لذكرهم، حتى يبقى تاريخ البحرين الحقيقي على رغم أنف الجميع، فمثل هذا التاريخ يستحق أن نتشرف به لا أن نخفيه.
إقرأ أيضا لـ "أماني المسقطي"العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ