تغيّر الحال وتبدلت كل المفاهيم في الرياضة، فمن رياضة نزاولها للترويح عن النفس وأنها مجرد هواية نتسلّى بها في أوقات فراغنا، إلى رياضة أصبحت مهنة وعمل نجني من ورائها المال وأصبحت عند الدول الأوروبية منجما من ذهب وتجارة لن تبور إنْ جاز لنا التعبير عنها.
وبفضل النقلات التي أحدثتها كثير من الدول بتطبيق هذا النظام الذي طفر بكرتها ولاعبيها ومنتخباتها إلى مستويات مهارية عالية لا تُضاهى يحتاج من لم يواكبوها سنوات للحاق بهم، فأصبح الاحتراف أكثر من ضرورة.
أما هنا في البحرين فمجرد التفكير أو التلميح بتطبيق نظام الاحتراف أصبحت تلك الفكرة صعبة التحقيق لأكثر من سبب منها الإمكانات الشحيحة وقلة المنشآت التي تكاد تكون معدومة، وربما التفكير في تطبيق منظومة الاحتراف في البحرين يعتبر ضربا من الخيال إن لم يعتبره البعض شيئا دخيلا على المجتمع البحريني لأسباب مختلفة ومنها الحاجة الكبيرة لتوفير مبالغ تسيل لها اللعاب وخصوصا أن هناك أمورا أخرى في البحرين تحتاج إلى ميزانيات أكبر وأكثر مثل التعليم والصحة والإسكان وغيرها.
ولهذا ربما يكون التفكير في تطبيق الاحتراف أمرا صعبا في البحرين، ولكن... على المسئولين والقائمين عن رياضتنا إيجاد حلول ربما ستساعد على تطبيق منظومة الاحتراف ولو بشكل جزئي، وهناك الكثير والكثير من الحلول التي ستخفف العبء وسترفعه عن الحكومة وموازنة المؤسسة العامّة للشباب والرياضة.
ومن تلك الحلول الخصخصة، ولنا في التجربة اليابانية والكورية الجنوبية خير مثال فهناك تتحمّل الشركات الوطنية والمحلية عبء الأندية، فالشركات سيكون لها دور رئيسي في هذه النقلة من ناحية التمويل للأندية.
وهنا يجب التنويه إلى أننا في البحرين نملك شركات وطنية قادرة على التكفل بأنديتنا المحلية ومنها على سبيل المثال «بتلكو وأسري وألبا وبنك البحرين الوطني» وغيرها من الشركات الكبيرة في مملكتنا، ويجب أيضا التنويه إلى أنه ليس بالضرورة إيجاد راعٍ وكفيل لكل نادٍ في المملكة فيكفي تغطية نصف عدد الأندية من قبل الشركات مثل أنديتنا الكبيرة والباقي تتكفل به الحكومة.
وهنا يجب تحويل كل الدعم الحكومي الحالي إلى الأندية المتبقية أو بما معناه إلى الأندية الصغيرة أو أندية الظل من خلال زيادة موازناتها ورفعها إلى السقف الأعلى لمساعدتها لتطوير فرقها ومساواتها بالأندية الكبيرة ماديا.
ولكن هذه الخطوة تحتاج إلى توجيهات وتعليمات عليا من قيادتنا السياسية بالإضافة إلى دراسة مستفيضة وخطوات علمية وعملية، وتبقى مجرد فكرة ربما تتحقق في السنوات المقبلة، وربما تبقى مجرد حلم يحلم به رياضيو المملكة.
إقرأ أيضا لـ "يونس منصور"العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ