العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ

باربي: الدمية الخطرة 1/3

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تناقلت وكالات الأنباء عن وسائل إعلام صينية أن رئيس شركة صينية لتصنيع لعب الاطفال انتحر شنقا بعد سحب دمى من السوق تنتجها الشركة بعد اكتشاف أن منتجات الشركة تحوي مستويات عالية من الرصاص.

وقالت صحيفة «ساذرن متروبوليتان» - شبه الرسمية - إن جانج شوهوج وهو رجل اعمال من هونج كونج في الخمسينات من عمره ورئيس شركة ليدا لالعاب الاطفال في اقليم جوانجدونج عثر عليه ميتا بمصنعه.

جاء ذلك بعد أن قررت شركة ماتيل لدمى الأطفال سحب أكثر من 18 مليون لعبة صنعتها شركة ليدا الصينية، والتي هي احد مصنعي وحدة فيشر- برايس بالشركة من كل انحاء العالم، بينها تسعة ملايين في الولايات المتحدة، وملايين الألعاب في أنحاء أوروبا بما في ذلك دمى باربي وباتمان إلى جانب دمى شخصيات مسلسل شارع سمسم ذائعة الصيت المو وبيغ بيرد. وجاء في بيان للمجموعة - التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها - أن ماتيل قررت سحب الألعاب بسبب مغناطيسات صغيرة يمكن خلعها، وطلاء يحتوي على نسب عالية من الرصاص.

وأفادت اللجنة الأميركية لحماية المستهلكين بأن ثلاثة أطفال خضعوا لعمليات بسبب حصول ثقب في الأمعاء بعدما ابتلعوا عدة قطع من هذا المغناطيس الصغير. وقالت المفوضية الأوروبية المشرفة على سلامة المستهلك في الاتحاد الأوروبي إنها لم تتلق أي إخطار عن عمليات سحب بموجب نظام «رابكس» للإنذار السريع الذي يلزم كل بلدان الاتحاد بالإبلاغ عن أي حالات لمنتجات غير آمنة.

وقال متحدث باسم ماتل في بلجيكا إن الشركة بدأت سحبا طوعيا للمنتجات في دول الاتحاد السبع والعشرين، ولم يذكر إجمالي عدد المنتجات التي يجري سحبها في أنحاء الاتحاد الأوروبي.

وقالت ماتل في ألمانيا إنها تسحب مليون لعبة من السوق الألمانية، كما يجري استدعاء نحو مليوني لعبة بيعت في بريطانيا وإيرلندا لمخاوف تتعلق بألعاب مغناطيسية صغيرة، كما تأكد سحب آلاف الألعاب في هولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ.

ويبدو أن صناعة الألعاب الصينية ستواجه أزمة حادة من جراء ذلك. فمن المعروف أن العالم كله يتجه نحو الصين لتصنيع الألعاب، بما في ذلك علامات تجارية غربية مشهورة، لم يبق من أصولها الغربية سوى العلامة التجارية. وتعد السوق العربية من أكثر الأسواق استهلاكا لهذه الألعاب نظرا لتفشي ظاهرة حب اقتناء الدمى والألعاب ذات العلامات التجارية العالمية في أوساط الأطفال العرب وأسرهم.

وتبلغ حصة الصين ما يقارب 70 في المئة من الإنتاج العالمي من الدمى والألعاب. وتضاعفت الصادرات الصينية من هذه المنتجات خلال السنوات الثماني الماضية لتبلغ حاليا ما يقارب 8 مليارات دولار سنويا. ووفقا لدراسة حديثة، حققت صادرات الصين من الألعاب الإلكترونية نموا مطردا ما بين شهري يناير/ كانون الثاني ويونيو/ حزيران من العام الماضي، اذ بلغت 495 مليون دولار أميركي أي بنسبة زيادة 243 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، التي سجلت 144 مليون دولار أميركي. وحققت الألعاب الإلكترونية التي يمكن استخدامها مع أجهزة التلفزيون المرتبة الثانية، اذ بلغت 1.7 مليار دولار أميركي خلال الستة الاشهر الأولى من العام الماضي، أي بنسبة زيادة 241 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، التي بلغت 524 مليون دولار أميركي. وازدادت صادرات الصين من الألعاب التعليمية، التي لم تحقق نسبا عالية مثل الألعاب الأخرى، اذ وصلت إلى 114 مليون دولار أميركي أي بنسبة 48 في المئة مقارنة بالعام الأسبق الذي شهد 76.92 مليون دولار أميركي. من جهة أخرى، حققت صادرات الصين من ألعاب السيارات زيادة ملحوظة في النصف الأول من العام الماضي بنسبة زيادة بلغت 21.3 في المئة، حيث وصلت إلى 619 مليون دولار أمريكي مقارنة بالفترة نفسها من العام الأسبق والتي بلغت 510 مليون دولار أمريكي. وعلى نحو معاكس، انخفضت صادراتها من الألعاب الحيوانية لتصل إلى 663 مليون دولار أميركي بنسبة انخفاض بلغت 3.3 في المئة في النصف الأول من العام الماضي مقارنة بـ 686 مليون دولار أميركي خلال الفترة نفسها من العام 2004.

وبالقدر ذاته تنتج هونغ كونغ مجموعة واسعة من الألعاب، لا سيما البلاستيكية منها مثل الدمى واكسسواراتها وألعاب البناء والبنادق والألعاب والدمى الإلكترونية. وعلى غرار أقرانهم في الدول الأوروبية وأميركا، يقوم مصنعو هونغ كونغ بإنشاء مصانع ضمن الأراضي الصينية بغية تعزيز قدرتهم التنافسية عبر خفض كلف الإنتاج. وينظر مصنعو الألعاب في هونغ كونغ إلى أنفسهم كمؤسسات استيراد وتصدير، حيث أنهم يستوردون الألعاب من مصانعهم الموجودة في الصين ويصدرونها إلى عملائهم في الخارج. ويوجد، وفقا لإحصاءات العام 2004، أكثر من 4613 مؤسسة استيراد وتصدير في هونغ كونغ يعمل فيها 29536 موظفا، الأمر الذي يجعل منها ثاني أكبر مصدر للألعاب في العالم بعد الصين، التي تحافظ على المركز الأول في ميدان تصنيع تلك الألعاب.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً