لعل حملة ارتفاع حرارة الأسعار جاءت في وقت مناسب للغاية، فكلما اشتدت حرارة الجو في البحرين كلما صعقنا بارتفاع بعض الأسعار التي لم تعرف التوقف!
ولربما كان اختيار هذا التوقيت لرفع الأسعار اختيارا «غبيا» للغاية، فـ «الحرة» لدى البحرينيين من الجو المتقلب زادت من «حرة» ارتفاع الأسعار الجنوني، وكانت آخر صيحات موضة الارتفاع زيادة سعر أكياس النايلون وكراتين مياه الشرب المعبأة، والقائمة لن تنتهي طبعا عندهما فهناك سلع كثيرة وضعت من دون أدنى شك على قائمة الغلاء المنتظر.
المخيف في الموضوع برمته أننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، ولا ندري ما الوضع الذي ستؤول إليه السلع الاستهلاكية، وبالنسبة إلى التجار فكل يغني على ليلاه، فمنهم من يعزو ارتفاع أسعار الخضراوات والفواكه إلى البلد المصدر، حتى أن «الحلاق» في القرية يقول إنه رفع أسعار الحلاقة من 500 إلى 600 لأن البلدية رفعت مبلغ الإيجار عليه!
لنعد مرة أخرى إلى موضوع الأسعار المرتقبة في شهر رمضان، فالمعروف أن الإقبال على السلع الاستهلاكية يتضاعف في هذه الفترة، وتنتعش سوق الخضار واللحوم بشكل كبير، فهل ستستقر أسعار الخضراوات على ما هي عليه أم أن هناك خبرا مزعجا ينتظر البحرينيين – كالعادة - أم أن الأيام المقبلة ستحمل أخبارا مفرحة.
هناك من يقول إن الموظفين في قطاع الحكومة لن يشعروا بزيادة الأسعار، لا لأن الأسعار ستظل على حالها، فهي ترتفع في كل عام في هذه الفترة، بل لأن الزيادة في الدرجات العمومية ستغطي على السخط المنتظر من جنون الأسعار، ومن يدري ما الذي سيحصل حينها فقد مل الموظفون من سماع حكاية الزيادة «قريبا» وكأن الموضوع تحول إلى مسلسل مكسيكي ممل تعب الناس من متابعته ولم يعد يهمهم لقاء الحبيب بالحبيبة التي سافرت وعادت لتسكن بجوار منزله ولكنه لم يلتق بها بعد ولكن شاءت الصدف أن يلتقيا في الشارع فيدير ظهره لها أو تمر عليه وهو ينظر في الأرض!
كم غريب أمر الأسعار في البحرين، فحتى السلع التي لم يتوقع أحد لها أن ترتفع أصابها «الراش» وحرمنا ارتفاع الأسعار من «باجلة الخباز»، وسيحرمنا من أشياء أخرى فأهلا بموجة الحر والأسعار، ويا سلام على مخططات الحكومة لمواجهة كلتا الموجتين؛ في الحر صبر وموت، وفي الغلاء حرة وغصة وموت من القهر، ولكلاهما مميت في نهاية المطاف!
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ