ضمن فعاليات نادي مدينة عيسى الرياضي والثقافي نظم النادي ورشة عمل تحت عنوان «قراءة النص المسرحي» في الفترة من 18 يونيو/ حزيران الماضي وحتى 1 أغسطس/ آب الجاري، واختتمت الورشة بمسرحية «ليالي شهرزاد» وهي من تأليف وإخراج الفنان أحمد الصايغ وهي مسرحية اجتماعية هادفة تحكي عن واقع مجتمعنا وما يتخلله من قضايا بحاجة إلى معالجة.
ولنتعرف أكثر على هذه المسرحية وطاقم عملها زارت «ألوان الوسط» البروفات الأولية للمسرحية وحضرت عرضها الأول الذي كان بتاريخ 12 أغسطس الجاري وأجرت عددا من اللقاءات.
وفي البداية التقينا برئيس اللجنة الثقافية الفنية في نادي مدينة عيسى صالح العم وأطلعنا على أهداف الورشة بقوله: «ان هذه الورشة المسرحية تساهم في تدريب الممثلين وصقل مواهبهم وتأهيلهم، للوقوف على الخشبة بشكل أفضل والتعامل مع الحوار والحوادث وفق أسس سليمة، ويعد نادي مدينة عيسى من الأندية النشطة في مجال تنظيم وإقامة الورش المسرحية لتدريب الشباب، فقد بدأ في هذا المجال منذ بدايات تأسيسه، ثم شهد تكثيفا بعد تعاقب الإدارات التي أولت الجانب الفني والثقافي اهتماما كبيرا».
وأضاف العم أن الورشة اختتمت بعمل مسرحي متكامل هو «ليالي شهرزاد»، الذي كتب نصه وقام بإخراجه الفنان أحمد الصايغ، وهو مقتبس عن الرواية التاريخية الشهيرة «ألف ليلة وليلة»، وعالجه بأسلوب جديد وضمنه الكثير من الإسقاطات المعاصرة، بأسلوب يعتمد على الكوميديا الاجتماعية الساخرة من خلال نقد بعض الظواهر السلبية في المجتمع.
وأعرب عن أن الحاجة لمثل هذه الورش التدريبية ضرورية ليس فقط في مجال المسرح، بل في جميع المجالات الإبداعية المختلفة، والأندية والمراكز الصيفية معنية بالدرجة الأولى بالاهتمام بمثل هذا النشاط واستغلال فترة الصيف فيما يفيد الطلبة بشكل عام. وأكد العم ان هذه الورشة تمثل تفعيل الحركة المسرحية في المملكة واكتشاف مواهب شبابية جديدة، مشيرا إلى أن هذه الورشة دعم وتشجيع لمسرح الأندية المهمل الذي انطلق من الحركة المسرحية الحديثة في البحرين منذ بداية الأربعينات.
ومن جانبه، حدثنا الفنان أحمد الصايغ عن الورشة ومضمون وأهداف المسرحية، إذ قال: «الورشة عبارة عن قراءة في النص المسرحي، إذ يتعود الممثل من خلال الورشة على الإحساس بالجمل وذلك عن طريق متابعته والإشراف عليه في كيفية قراءة الجملة، إذ اننا بحاجة إلى الإرشاد على المسرح في تجزئة الجملة وتفتيتها وخروج معانيها، وهذه رابع ورشة يعدها نادي مدينة عيسى الرياضي والثقافي وتقريبا أنا معد أو مشرف على أكثر من 14 ورشة متنوعة، أما بالنسبة الى طلاب الورشة فهم ممتازون وطلاب نجباء وأنا فرح بهم لذلك أحرص على الحضور معهم».
أما فيما يتعلق بالمسرحية فأشار الصايغ الى أنها من التراث العربي المتمثل في رواية «ألف ليلة وليلة» وقد عالجها بشكل عصري بحيث تعالج القضايا الموجودة في مجتمعنا، وخصوصا في الشخصيات حتى شخصية «شهريار» و«شهرزاد» التي تعالج وقتنا. وأضاف: «لم أعمل شيئا في القصة... هي ألف ليلة وليلة بس في وقتنا ومثل ما يقولون ليالي شهرزاد مودرن (حضارية)، وفيها نتطرق إلى هموم المواطن المحتاج الذي يتمنى أن يحصل على المصباح وتحل كل قضاياه وكذلك سندباد أثناء بحثه عن وظيفة تناسب مؤهلاته في سفره، وعلي بابا وتعرضه إلى 40 «حرامي» موجودين في الدنيا اللي نحن نشاهدهم بأشكالهم لا نريد أن نذكرهم ولكنهم موجودون، (علاء الدين) في أمانيه وكل من في وقتنا الحاضر يريد أن يحصل على ما يريد من سيارة أو بيت أو قرض.
أما الفنان سعد البوعينين فحدثنا عن أسباب مشاركته في العمل بسبب الفراغ ولحماس المشاركين في الورشة وحبهم للعمل وتشجيعا لهم، ويتمنى أن توجد مثل هذه الورش طوال فترة الصيف بدلا من فترة محددة حتى تستقطب أكبر عدد من أصحاب الميول والمواهب من الجنسين. أما عن دوره في المسرحية فهو دور (الوزير) لشهريار.
وفي البروفات النهائية للمسرحية التقينا بالممثلة المبتدئة شيماء الكسار، إذ قالت: «سألعب دورين أحدهما دور (مرجانة) حبيبة علاء الدين، والدور الثاني (أم السندباد)، وتقول انهم بحاجة إلى مثل هذه الأعمال وقد استفادت كثيرا من الورشة خصوصا في فن التمثيل، وتمنت أن يعجب الجمهور بما شاهده في المسرحية، متمنية أيضا أن يدعم الجمهور الممثلين المبتدئين لأن الدعم مهم جدا لها ولغيرها من أجل أن يبرزوا. وأوضحت الكسار أن هذه هي ثالث ورشة تحضرها ولكنها تختلف عن الأخريات من ناحية التنظيم، مشيرة إلى أن مساحتها في العمل مقبولة والمهم هي المشاركة من أجل التعلم.
أما الفنانة إيمان البلوشي التي تشارك في الورشة وفي المسرحية، إذ تلعب دور (أم علي بابا) فأفادت بأن الدور الذي تلعبه في المسرحية بسيط، موضحة أن الفنانين محتاجون لمثل هذه الورشة وأكثر من ورشة على مدار العام بمعدل كل شهرين وذلك من أجل الجيل القادم المبتدء لكي يأخذوا فرصتهم في التعليم من حيث قراءة النص وأساسات المسرح وكل ما يتعلق به.
ومن جانبه، قال الممثل المبتدء محمد المحرقي: «دوري (حارس في قصر الأمير) وأتمنى أن يعجب دوري الجمهور... نحن فعلا بحاجة إلى مثل هذه الورش التي تساهم في فهم المسرح وقواعده وقد استفدنا في القراءة والأداء، وأشكر رئيس اللجنة على إتاحة الفرصة لنا بالتحدث للصحافة من أجل أن نكون متواصلين مع الجمهور وأنا أعتز بمشاركتي في هذه المسرحية».
وفي ختام جولتنا في بروفات مسرحية «ليالي شهرزاد» التقينا بالممثل المبتدئ محمد الدوسري الذي قال: «دوري في المسرحية (علاء الدين) ذلك المواطن الذي يحلم بالاستقرار وتوفير السكن الملائم والعيشة الكريمة من خلال مارد الفانوس الذي لم يحقق لي أي شيء». وأشار الدوسري إلى أنه استفاد كثيرا من هذه الورشة في كيفية قراءة النص المسرحي وفي الأداء مع المخرج أحمد الصايغ، كذلك في الحركة على المسرح - الحوار - وتأدية الدور، لفظ الكلمات صح ونحن فعلا بحاجة إلى مثل هذه الورش وقد طبقنا ما تعلمناه على المسرح وقد استفدنا في القراءة والأداء وأتمنى أن تعاد مثل هذه الورش.
العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ