لم يكن جديدا على الوسط الفني أن يشهد علاقات حب وزواج بين بطلات الأفلام والمخرجين وكانت أحدث هذه الزيجات هي إعلان المخرج خالد يوسف خطبته من الممثلة الشابة منة شلبي بعد أن قدمت معه فيلمي «أنت عمري» و «ويجا» ثم عمل مخرجا مساعدا معها في فيلم «هي فوضى» للمخرج الكبير يوسف شاهين، ولاشك في أن هذا النوع من الزواج قد تحاصره الكثير من الاتهامات أو أن يواجه الفشل وقد يكتب له النجاح. نستعرض في السطور التالية أهم الزيجات الفنية التي ربطت بين المخرجين والفنانات بكل طرائفها وغرابتها وظروفها.
البداية كانت مع فاتن حمامة بعد مشاركتها في 8 أفلام في عامين فقط أصبحت فنانة مشهورة وراحت الصحف والمجلات تكتب عنها وتنشر صورها وأخبارها وأصبح لها جمهور عريض وصارت تتلقى كل يوم عشرات الرسائل غالبيتها تحمل عروضا للزواج، بالإضافة إلى الذين كانوا يتقدمون لخطبتها بصورة مباشرة إلى درجة أن عدد العرسان في العام 1947 وصل إلى 3000 عريس - على حد قولها - ولكنها فضلت عليهم جميعا المخرج عزالدين ذوالفقار، الذي التقته في «بيت الفن»، وهو النادي الذي أنشأه بعض الفنانين ليجتمعوا فيه وقامت بينه وبين والدها علاقة صداقة وكان وقتها يستعد لإخراج فيلم «أبوزيد الهلالي» لحساب المطرب محمد أمين وكان المتفق عليه بين منتج الفيلم ومخرجه أن تقوم الفنانة إلهام حسين بالبطولة، ولكن فشلت الشركة في الاتفاق معها وتم إسناد الدور إلى فاتن حمامة ونجح الفيلم نجاحا كبيرا وبعد انتهاء عرضه تقدم بطلب يدها من والدها فوافق واشترط أن يؤجل الزواج إلى ما بعد انتهائها من دراستها الثانوية.
وبعدها اشتركا في تقديم فيلم «خلود» واقتربت منه أكثر أثناء تصوير الفيلم واتفقا على اختصار المشوار والزواج الفوري وفعلا خرجا من الاستديو على المأذون مباشرة واستمرت حياتهما بصورة ناجحة على الصعيد الفني والشخصي، وقدما معا 9 أفلام هي «أبوزيد الهلالي» في العام 1947 قبل الزواج و «خلود» في العام 1948 وتزوجا أثناء التصوير وبعد الزواج قدما «أنا الماضي» في العام 1951 و «سلوا قلبي» في العام 1952 و «موعد مع الحياة» في العام 1953 و «موعد مع السعادة» في العام 1954 وبعد الانفصال بثلاث سنوات قدما 3 أفلام هي «طريق الأمل» في العام 1957 و «بين الأطلال» في العام 1959 و «نهر الحب» في العام 1960 واستفادت فاتن حمامة من هذه الزيجة على الصعيد الفني، إذ اشتركت في 9 أفلام من إجمالي 33 فيلما قدمها عزالدين ذوالفقار كما أنه استفاد من هذا الزواج؛ لأنها كانت بمثابة الملهمة له كاتبا ومخرجا.
أما النموذج الثاني فكان بين محمود ذوالفقار ومريم فخرالدين فبعد وفاة زوجته الفنانة عزيزة أمير بستة أشهر في أغسطس/ آب 1952 تزوج محمود ذوالفقار مريم فخرالدين، وكان يكبرها بـ23 عاما؛ ولذلك رفض الجلوس معها في الكوشة ودفع لها مهرا 300 جنيه وكان لهذا الزواج أثره الكبير في حياتها الفنية وخصوصا أنها أصبحت قاسما مشتركا في معظم أفلامه في الخمسينات ومطلع الستينات ومنها «الأرض الطيبة» في العام 1954 و «رنة خلخال» في العام 1955 و «رحلة غرامية» في العام 1957 و «الأيدي الناعمة» 1963 والتقى معها ممثلا في فيلمين لشقيقه عزالدين هما: «الشك القاتل» في العام 1952 و «هارب من الحب» في العام 1957 وبعد انفصالهما لم يتزوج ذوالفقار حتى وفاته في العام 1970 على حين تزوجت هي أكثر من زيجة بعد ذلك.
أنور و3 ممثلات
يعد أنور وجدي المخرج الوحيد، الذي تزوج 3 فنانات كانت أولهن إلهام حسين فهو الذي دفعها إلى السينما حين قدمها إلى المخرج محمد كريم لتظهر في أول أفلامها «يوم سعيد» أمام الموسيقار محمد عبدالوهاب وبعد الزواج بستة أشهر فقط تمردت عليه، وكانت تعرف بتحررها الشديد وزادت بينهما الخلافات إلى درجة أنها طلبت الطلاق غير مرة في تلك الفترة وحدث الطلاق ولم تستمر في السينما بعده سوى سنوات قليلة واتجهت بعدها إلى عالم الأعمال التجارية، وبعد الانفصال تزوج أنور وجدي ليلى مراد وجمعت بينهما أثناء الزواج 4 أفلام هي «عنبر» في العام 1948 و «غزل البنات» في العام 1949 و «حبيب الروح» في العام 1951 و «بنت الأكابر» وظل الزواج إلى العام 1953 وحدث بينهما الانفصال 3 مرات، وقيل إن أسباب الطلاق الأول تمثلت في أنه كان يرفض أن يعطيها أجرا مقابل الأفلام التي تقوم ببطولتها من إنتاجه وكان يكتفي بأن يدفع عنها الضرائب المستحقة، فأصرت على الطلاق وطُلِّقت في العام 1950.
وقام يوسف وهبي ومحمد عبدالوهاب بالصلح بينهما بعد فترة قصيرة من الطلاق وبعد عودتها اتجهت إلى الاشتراك في أفلام غيره من المنتجين والمخرجين؛ ما أثار غَيرته وأصر على احتكار جهودها فرفضت فوقع الطلاق الثاني بينهما وصرح وجدي وقتها بأن الطلاق كان بسبب عدم قدرتها على الإنجاب وتدخل الأصدقاء مرة أخرى وأصلحوا بينهما ولكنها طلبت الطلاق في المرة الثالثة في العام 1953 ولم يفلح الأصدقاء في الصلح بينهما مرة أخرى وأثر هذا الانفصال سلبا على ليلى مراد، إذ لم تقدم من وقتها حتى رحيلها إلا فيلمين من إنتاجها لم يحققا نجاحا وهما فيلم «حياة الحب» و «الحبيب المجهول» بعدها اعتزلت السينما. أما أنور وجدي فقد تزوج ليلى فوزي في العام 1954 عندما التقيا في فيلم «خطف مراتي» ورحل أنور وجدي بعد 8 أشهر من الزواج.
يذكر أن علاقة حب جمعتهما في العام 1944 وكان يكبرها بـ20 عاما، وكانت ليلى آنذاك ظهرت في نحو 11 فيلما على حين كان أنور وجدي يتنقل في الأدوار الثانية وعندما تقدم لطلب يدها رفض والدها وزوّجها عزيز عثمان.
أحمد جلال وماري كويني
أحمد وماري كويني كانا يعملان في الإنتاج عند المنتجة آسيا خالة ماري، ثم عمل مخرجا وأخرج 10 أفلام من إنتاج آسيا وبطولتها مع ماري كويني «عندما الحب» في العام 1933 و «عيون ساحرة» في العام 1934 و «شجرة الدر» في العام 1935 و «بنت الباشا المدير» في العام 1938 و «زليخة تحب عاشور» في العام 1940. واعتقد الجميع وقتها أن هناك قصة حب بين آسيا وأحمد جلال ولكن جلال فاجأ الجميع وتزوج ماري وانفصلا عن آسيا وكونا شركة إنتاج خاصة سميت «استديو جلال» أنتجت أفلام «رباب» 1942 و «ماجدة» 1943 و «أم السعد» العام 1946 وأخيرا «عودة الغائب» العام 1947 وتوفي أحمد جلال ولم تقدم بعد وفاته إلا عددا قليلا من الأفلام منها «السجينة رقم 17» العام 1949 و «الزوجة السابقة» العام 1950، أما آخر فيلم ظهرت فيه فكان «نساء بلا رجال» في العام 1953 واستمرت في الإنتاج وأنتجت لابنها نادر جلال فيما بعد.
السندريلا و3 مخرجين
تزوجت سعاد حسني 3 مخرجين كان أولهم صلاح كريم، الذي تعرفت إليه أثناء تصويرها فيلم «ليلة الزفاف» مع المخرج بركات وتكونت قصة حب بينهما كان يعمل وقتها مساعد مصور لأخيه الكبير كمال كريم ولم ينتهِ تصوير الفيلم إلا وأعلنا زواجهما وعمل بعد ذلك مخرجا وأخرج لها فيلم «الزواج على الطريقة الحديثة» في العام 1968 وطبعا عاد هذا الزواج على صلاح كريم بفائدة كبيرة؛ لأنه أصبح في وضع لم يكن ليصل إليه من غير زواجه بسعاد، واستمر الزواج عاما واحدا.
أما المخرج الثاني الذي تزوجته سعاد حسني فهو علي بدر خان نجل المخرج أحمد بدر خان وتعرفت إليه أثناء تصوير فيلم «نادية» بفرنسا وكان يعمل مساعد مخرج لوالده الذي كان يتولى إخراج الفيلم وعاشا قصة حب على جبال الألب وتزوجا قبل الانتهاء من تصوير الفيلم واستمر الزواج قرابة 11 عاما وأعتقد أن الزواج عاد بالنفع عليهما؛ لأن بدر خان أصبح مخرجا مشهورا واستفادت سعاد منه، إذ قدمها في ستة أفلام تعد علامات في مشوارها الفني 4 منهما أثناء الزواج وهي «الحب الذي كان» و «الكرنك» و «شفيقة ومتولي» و «أهل القمة» وبعد الانفصال قدمها في فيلمي «الجوع» و «الراعي والنساء» آخر أفلامها ولم يعد انفصالهما بالسلب على عمليهما الفني؛ لأنهما ارتبطا بعلاقة صداقة قوية بعد الانفصال، ثم تزوجت زكي فطين عبدالوهاب نجل المخرج فطين عبدالوهاب وليلى مراد واستمر الزواج عدة أشهر فقط.
حلمي وناهد شريف
في نهاية الخمسينات كان حسين حلمي المهندس مخرجا مشهورا ولم يكن أحد يعرف شيئا عن سميحة النبال، التي عرفت بعد ذلك بناهد شريف وهو الذي اكتشفها عندما اتصلت به في مكتبه وطلبت منه أن يعطيها فرصة فقدمها في فيلم «أنا وبناتي» ثم فيلم «تحت سماء المدينة» العام 1959 وبعدها انجذب إليها وتزوجها ولفارق السن بينهما كانت دائما تناديه «يا بابا» واستفادت من هذه الزيجة استفادة كبيرة وكانت لها أثر كبير في مسيرتها الفنية، إذ قدمها في معظم أفلامه طوال فترة الزواج ومن هذه الأفلام «عاصفة من الحب» و «مخلب القط» و «تنابلة السلطان» و «صبيان وبنات» و «الوديعة».
ولكن حدثت أزمة بينهما، انتهت بالطلاق عقب تصريحها في إحدى الصحف، والذي قالت فيها: «على رغم أني لم أتعلم التمثيل في معهد ومازلت هاوية استطعت أن أمثل معظم الألوان الفنية وتفوقت في تقديم أدوار الإغراء وأستطيع أن أصنف نفسي ممثلة (إغراء)». فغضب المهندس من التصريح وحدث الانفصال، وأعتقد أن الانفصال لم يتأثر به المهندس، إذ ظل يخرج أفلاما رائعة على حين عاد بالسلب عليها، إذ فقدت التنوع واتجهت إلى أدوار الإغراء التي بدأتها بفيلم «شهر عسل بدون إزعاج» و «الضياع» و «ذئاب لا تأكل اللحم» و «الأشرار» واستمرت على هذه النوعية من الأفلام.
نيازي مصطفى وكوكاكانا
أما زواج نيازي مصطفى وكوكاكانا فقد كانا يعملان في قسم المونتاج باستديو مصر منذ إنشائه في العام 1935 وبحكم صلتهما العملية نشأت بينهما قصة حب كانت ثمرتها الزواج ومرت كوكا بظروف قاسية بعد إصابتها بكسر في عمودها الفقري ظلت تعالج منه فترة طويلة ولكن ذلك لم يؤثر عليها، فقدمت فيلم «رابحة» الذي نجح نجاحا كبيرا ومنذ ظهورها في هذا الفيلم توالت نجاحاتها الفنية عن طريق الأفلام التي أخرجها لها زوجها وأسسا شركة إنتاج أطلقا عليها اسم «رابحة».
عاطف سالم ونبيلة عبيد
أثناء دراسة نبيلة عبيد بكلية البنات تعرفت بالمصادفة إلى شقيقة المخرج عاطف سالم وتحولت صداقتهما إلى صداقة عائلية بين الأسرتين، وكان لهذه المصادفة أثر كبير في تغيير مسار حياتها، إذ عرضت شقيقة عاطف على نبيلة التمثيل فوافقت ولكن أهلها رفضوا الفكرة إلى أن أقنعهم عاطف سالم في إحدى زياراته أن تشترك معه في فيلمه «مفيش تفاهم» من بطولة سعاد حسني وحسن يوسف.
ووعدها ببطولة فيلمه «رابعة العدوية» وعندما عاد عاطف من السفر عرض عليها الزواج، فوافقت وتزوجا العام 1963 ووقّع معها عقد احتكار فني مدة 5 سنوات وقدم إليها بعد الزواج بطولة فيلم «المماليك» مع عمر الشريف وعماد حمدي وهذه الهدية كانت بمثابة فرصة ذهبية لها؛ لأن عمر الشريف كان سافر وقدم فيلم «لورانس العرب» وعاد لتقديم فيلم «المماليك».
بعدها قدمت معه فيلمين هما «زوجة من باريس» و «السيرك» وحدث الانفصال في العام 1967 بعد أن طلب منها التفرغ للبيت فرفضت وبمجرد انتهاء عقد الاحتكار حدث الطلاق وشق كلاهما طريقه بنجاح بعد ذلك.
زواج جالا فهمي
التقيا مصادفة في بيت الفنانة سلوى خطاب وحدثت بينهما قصة حب استمرت ثمانية أشهر توجت بالزواج في العام 1992 واستمر الزواج 5 سنوات كونا خلالها ثنائيا ناجحا كان ثماره 4 أفلام هي «الجينز» و «طأطأ وريكا وكاظم بيه» و «سمكة وأربع قروش» والطريف أنهما قبل الطلاق كانا بدأ في تصوير فيلم يحمل «عنوان خاص جدا» ولكن بعد الطلاق توقف الفيلم ولم يستكمل حتى الآن وأثر قرار الانفصال على الطرفين، إذ كانا كونا ثنائيا ناجحا ولكن بعد الانفصال ابتعد شريف شعبان على حين تظهر جالا على فترات.
زواج غادة عادل
أما زواج غادة عادل فكان بالمصادفة بعد أن ذهبت مع ابنة عمها الصغيرة، التي كانت تشارك في إعلان عن «بسكويت» فرآها المخرج وطلب منها تقديم إعلانات معه فوافقت وأثناء تصوير أحد الإعلانات رآها مجدي فطلب منها الزواج وتزوجا وأنجبا 5 أطفال وبعد عام من الزواج انطلقت مسيرتها الفنية وأنتج وأخرج لها مجدي عدة أفلام، مثل: «عبود على الحدود» و «55 إسعاف» أول تجربة إخراجية لمجدي و «عيال حبيبة» و «العيال كبرت» و «خليج نعمة» واستفاد كل منها من الآخر، ففي حين ساعد مجدي علي انطلاقة غادة السريعة ساعدته على دخول مجال الإخراج. هؤلاء ليسوا فقط الأشهر في هذه الظاهرة على مدى تاريخ السينما المصرية فهناك، أيضا نعيمة عاكف وحسين فوزي، زهرة العلا وحسن الصيفي، نجاح سلام ومحمد سلمان، فاطمة رشدي وكمال سليم، فريدة فهمي وعلي رضا، شريفة فاضل والسيد بدير، غادة عبدالرازق ووليد التابعي، وفاء صادق وياسر زايد، وأخيرا تنضم منة شلبي وخالد يوسف إلى هذه النوعية من الزواج.
العدد 1807 - الجمعة 17 أغسطس 2007م الموافق 03 شعبان 1428هـ
انتم لم تذكروا الحقيقة عن سعادحسنى فقد تزوجت عرفيا من المطرب الراحل عبدالحليم حافظ واخفيا هذالزواج السري لرغبة الفنان الراحل عبدالحليم وبعدها تزوجت من المخرج صلاح كريم لمدة عام فقط وبعدها تزوجت من المخرج علي بدرخان قرابة 11سنة وحدث الانفصال وتزوجت من الممثل زكي فطين عبدالوهاب لبعضة اشهر ثم تزوجت من كاتب السيناريو ماهر عواد اللي استمرت على ذمته حتى توفيت في شقتها بلندن