العدد 1806 - الخميس 16 أغسطس 2007م الموافق 02 شعبان 1428هـ

بدعة الاحتفال بالمبعث!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

الاحتفالات الدينية بدعة... وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار... بحسب آخر ما صدر من فتوى مفتي الديار الأكبر!

إذا... بعد كل هذه القرون المتوالية، نكتشف أن احتفالات المسلمين بذكرياتهم الدينية كانت بدعة، وكانت أجيالهم الماضية تعيش في ضلالة، وبالتالي فإنهم يتقلبون الآن في النار!

مساكين المسلمون... احتاجوا إلى أكثر من ألف عام من الضلال، ليأتي نائبٌ وصل بالمصادفة إلى البرلمان، بعد فشله في الانتخابات البلدية، فجرّب حظّه وفاز... لينقذ بفتواه الجديدة المسلمين الضالين، ويخرجهم من الظلمات إلى النور!

المشكلة أن أكثر من مليار مسلم موزعين على مختلف بقاع الأرض، متورطون كلهم في هذه البدعة، ولا يقتصر ذلك على الخليج بسكانه العشرين مليونا، أو على البحرين (أم النصف مليون نسمة)، كي يتم استغلالها في المماحكات!

من هنا... لابد من الحصول على حجج دامغة للاعتراض على وزارة العدل والشئون الإسلامية، التي تتولى تنظيم هذه الاحتفالات المخالفة لشرع الله! وإذا لم تنفع النصيحة مع الوزارة، فيمكن أن ننقل المسألة إلى البرلمان، وهناك بانتظار الوزير مساءلة قانونية ولجنة تحقيق، سنعمل على تشكيلها من كل الكتل البرلمانية؛ إحقاقا للحق وإزهاقا للباطل الذي تسير عليه الوزارة!

فبالله عليكم... هل يجوز أن تنظم مثل هذه الاحتفالات وتنسب إلى الإسلام والإسلام منها براء؟ هل في الإسلام أن يجتمع الناس في جامع أو مسجد للحديث عن بعثة النبي؟ وهل يجوز استعراض كيفية الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؟ وهل يحق لأحد أن يتكلم عن العروج من بيت المقدس إلى السماء؟ ألا تعلمون أن ذلك «أمر مستحدث»، وأن شر الأمور محدثاتها؟

ثم ألا تعتبر هذه الاحتفالات تبذيرا للمال؟ أليس في ذلك إسرافٌ من الوزارة وسوء إدارة لبيت مال المسلمين؟ أليس من الحكمة أن تصرف هذه الأموال على الفقراء والمساكين وأعضاء الجمعيات الدينية وتيارات «إلاّ المؤلفة قلوبهم»؟ ولماذا تحمّل الوزارة نفسها عبء النفقات الكثيرة التي من الممكن الاستفادة منها في أمور أكثر فائدة للمسلمين؟ وهل الاحتفال بالبعثة مفيد للمسلمين أصلا؟

ثم ألا تخافون أن يخسف الله بكم الأرض عندما تبذّرون هذه الأموال في الاحتفال بالمولد النبوي؟ أليس ذلك تقليدا لاحتفالات اليهود والنصارى والصليبيين؟ ألا يكفينا تقليدهم في كرة القدم ولبس «الشورتات» الملونة و «الفنايل» المرقمة وهي ليست من ملابس أهل الإسلام؟ ألا يكفينا كل هذا الغزو الفكري والرياضي حتى نقلّدهم في الاحتفالات؟ وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.

إننا ندعو الوزارة ألاّ تركب رأسها، ولا تصرّ على الضلالة، وعليها «أن تعيد النظر في الاحتفال بمناسبة الإسراء والمعراج السنوي»، وإلاّ فإن الإصرار على ذلك يعد نوعا من الكبائر والمعاصي والفساد في الأرض.

وإننا نستنكر ما قاله وكيل الوزارة: «إن الاحتفال بالإسراء والمعراج، من العبادات التوقيفية، وإنها لتذكير الناس بالمناسبة، من أجل الموعظة والذكرى، والتذكير بالأخلاقيات الفاضلة»، وهو كلامٌ باطل، وموقفٌ مرفوضٌ تماما، فكيف يزعم أنْ ليس في الاحتفالات الدينية ما يناقض الدين؟ ألا يفرّق بينها وبين الأسابيع الاحتفالية التي تنظم للتوعية بالصيام والحج الله هداه؟

إننا ندعوه وندعو جميع المنتسبين إلى الوزارة من وكلاء وقضاة وكتّاب عدل وحتى السواق والفرّاشين، كما ندعو المسلمين كافة في مشارق الأرض ومغاربها، إلى الابتعاد عن إحياء هذه الذكرى التي ستدخل المسلمين حتما في النار... وقد أعذر من أنذر!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 1806 - الخميس 16 أغسطس 2007م الموافق 02 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً