العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ

نعم نستطيع... هكذا يقول زعماء الشرق الأوسط لأوباما

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هنأ الزعماء في أنحاء الشرق الأوسط كافة باراك أوباما على نصره التاريخي بعد أن أصبح الرئيس رقم 44 للولايات المتحدة. توقع البعض أن تشكل إدارته فجر سياسة وتوجه جديدين يأتيان بالسلام لمنطقة سادها الاضطراب الكبير أثناء السنوات الثماني الماضية من رئاسة جورج دبليو بوش.

رحب بعض الزعماء العرب، المتحالفين تقليديا مع واشنطن، بنصر أوباما تماما كما كان متوقعا منهم لو فاز المرشح الجمهوري جون ماكين.

ولكن على المستوى غير الرسمي، كان هناك شعور بالارتياح، مع أنه حَذِر، من أن البيت الأبيض سيستقبل، ولمدة أربع سنوات مقبلة رئيسا من أصول إفريقية أبرزته حملته الانتخابية طوال 22 شهرا مضت كمُدافع عن السلام والحوار وذي عزيمة على حل الخلافات.

أعطت كلمات أوباما في خطاب النصر دفعة مهمة للمتفائلين ذوي الآمال العالية بأنه سيتوجه بأسلوب أكثر إيجابية تجاه بقية العالم، وقد يكون تجاه القضايا العربية.

وقد تعرض أنصار أوباما هؤلاء خلال الشهور الماضية إلى الانتقاد من قبل الكثير من العرب المتشائمين الذين اعتقدوا أن أوباما لن يستطيع تغيير ما يعتقدون أنها سياسة أميركية متأصلة في الشرق الأوسط تميل تجاه «إسرائيل».

إلا أن أوباما قدم كلمات مطمئنة ذات علاقة للعالم: «إلى جميع هؤلاء الذين يشاهدوننا الآن من وراء شواطئنا، من البرلمانات والقصور، وهؤلاء المجتمعون حول أجهزة الراديو في زوايا عالمنا المنسيّة: قصصنا تتعلق بنا شخصيا، ولكن مصيرنا مشترك. لقد بزغ فجر جديد في الزعامة الأميركية».

منذ ساعات يوم الثلثاء الأولى في المنطقة، التصق الناس بأجهزة التلفزة، بينما عرضت القنوات الإخبارية العربية تغطية حية منذ لحظة افتتاح مراكز الاقتراع إلى أن ألقى المرشحان الأميركيان خطابي القبول والاعتراف بالهزيمة.

يقول النقاد إن الاهتمام بهذه الانتخابات الأميركية لم يسبق له مثيل، والفضل في ذلك يعود إلى الضرر الذي تسبب به جورج دبليو بوش وإدارته في المنطقة نتيجة لما يسمى «الحرب على الإرهاب» ومن خلال الضغط على حلفاء الولايات المتحدة العرب للاستسلام لسياساته العسكرية غير المرغوبة.

لقد قال بعض القادة العرب، في رسائل التهنئة التي قدموها لأوباما، أنهم يأملون بأن يقوم الرئيس الديمقراطي المنتخب بالتفاعل الإيجابي في عملية تحقيق حل سلمي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقد صرح الرئيس المصري حسني مبارك: «نحن بانتظار مشاركتك البناءة باتجاه حل للقضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل وشامل، وهو الشرط الأساسي للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط».

كما كرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي أخذ يتعثر عبر مفاوضات سلام مع «إسرائيل» منذ أن أعاد بوش إطلاقها في أنابوليس السنة الماضية، كرر كلمات مبارك نفسها تقريبا إلى أوباما. قال عباس إنه يأمل أن يقوم الرئيس الجديد «بتسريع الجهود لتحقيق السلام، وخصوصا أن حل المشكلة الفلسطينية والنزاع العربي الإسرائيلي هو مفتاح السلام العالمي».

بدت «إسرائيل» أكثر ثقة بأن إدارة أوباما لن تغير سياسة الولايات المتحدة وتقوم بالضغط على الدولة اليهودية لصنع السلام مع الفلسطينيين من خلال وقف النشاطات الاستيطانية وإزالة الحواجز وفي نهاية المطاف الانسحاب من الضفة الغربية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي المغادر إيهود أولمرت إنه يتوقع أن تتقوّى الروابط بين أميركا و»إسرائيل» نتيجة «للعلاقة الخاصة» بين البلدين.

كما صرحت حماس، الحركة السياسية الفلسطينية التي تسيطر على قطاع غزة والمدرجة على «قائمة الإرهابيين» التي وضعتها الولايات المتحدة، أنها تأمل أن «يتعلم أوباما من أخطاء الإدارة السابقة بما فيها إدارة بوش، التي قامت بتدمير أفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين» حسب الناطق باسم حماس، فوزي برهوم.

في تلك الأثناء قالت الحكومة العراقية إنها لا تتوقع أي تغيير في السياسة تحت رئاسة أوباما بحيث يجري سحب سريع للقوات التي يبلغ عددها أكثر من 140,000 جندي أميركي من العراق، الذي تعرض لغزو قادته الولايات المتحدة العام 2003 في حرب عارضها الرئيس المنتخب الجديد منذ البداية.

إلا أن الصدريين المعادين لأميركا من الشيعة الذين تدعمهم إيران ويقودهم رجل الدين مقتدى الصدر وجدوا في نصر أوباما «رغبة من الشعب الأميركي بسحب قواته من العراق»، حسب مطالب هذه المجموعة.

كما رحب السياسيون الإيرانيون بانتخاب أوباما على أنه تطور إيجابي وقالوا إن نصره ضد ماكين يعكس تعبيرا عن فشل سياسات الرئيس بوش الخارجية وهزائمها. وهم يأملون أن تتعلم الإدارة المقبلة من أخطاء الحكومة المغادرة في واشنطن.

على المستوى الرسمي ستنتظر طهران لترى إذا كانت سياسة أوباما الخارجية تختلف عن توجه بوش العدائي تجاه إيران. إلا أن التقارير من طهران تشير إلى تفاؤل حذر من أن أوباما سيحقق دعوته لحوار مع إيران لحل الجمود في المحادثات النووية مع الغرب، وربما تمهيد الطريق نحو إعادة العلاقات التي انقطعت بين الدولتين منذ بدء الثورة الإسلامية العام 1979.

وأعربت سورية، التي وضعتها إدارة الرئيس بوش على القائمة السوداء «كراعية للإرهاب» عن أملها بأن «يساعد انتخاب أوباما على تغيير سياسة الولايات المتحدة من سياسة الحروب والعقوبات والمقاطعات إلى سياسة الدبلوماسية والحوار»، حسب قول وزير الإعلام السوري محسن بلال.

وفي أفغانستان ناشد الرئيس حميد كرازاي الإدارة المقبلة في واشنطن أن تغيّر استراتيجيتها في ما يسمى «الحرب على الإرهاب»، قائلا إنه «لا يمكن خوض هذه الحرب في القرى الأفغانية... وإنما يجب توجيهها إلى أوكار (الإرهابيين) ومراكز تدريبهم». وقد حث كرازاي أوباما على وضع حد لتساقط الضحايا المدنيين في أفغانستان، إذ يُحارب 70,000 من جنود حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة من دون نجاح قوات الطالبان وغيرهم من المتمردين المسلمين.

*صحافية أردنية تعمل مع وكالة (UPI) في عمّان،

والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً