العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ

الصحة وثقوب من شركات التأمين

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

الصحة للجميع شعار يجب ألا يغيب عنا وألا نفرق بين فقير أو غني مهما حدث! ويجب أن نوفره بالمجان وفي كل الأوقات وللجميع.

وبغض النظر عن نوعية المرض بسيطا كان أو خطيرا! فالمريض يجب أن يحصل على الرعاية كاملة وشاملة إلى أن يشفى! ومن دون أي نوع من النقاش أو التردد، وعلى الدول أن توفر جميع الإمكانات والنهوض بقدر الإمكان لهذا القطاع المهم الحيوي.

إن رقي الأمم وازدهارها إنما يعتمدان على سلامة شعوبها العقلية والجسدية، وأي تقصير أو إهمال فهو حدث جلل ولا يتغير سواء من القادة أو المسئولين الكرام لهذا الواجب المقدس في تأمين السلامة والصحة لمواطنيهم!

ومما لا شك فيه أنه لا تقدم للأمم التي تنتشر فيها الأمراض والأوبئة، ودعوني أحكي لكم عن فيلم (35/ Sic) للممثل والمخرج الوثائقي مايكل مورو الذي أبدع في إخراجه الفضائح الأميركية في المجال الطبي والصحي وكيف أن هذه الدولة التي تدعي الديمقراطية والعدالة والحرية... هي دولة كاذبة انزلقت في مستنقع من الوساخة الآدمية واحتقار البشر في بلادها! فيا ويلتاه من فعلتها في احتلالها بلادنا!

وتبدأ القصة حينما تلجأ عائلة إلى بيت ابنتهم المتزوجة للعيش معها بسبب بيع بيتهم الوحيد لتأمين نفقات العلاج... فالنظام الرأسمالي في أميركا يحتم على المواطنين التأمين الصحي لدى شركات... تتولى هي دفع نفقات العلاج للمستشفيات والعيادات! واستحالة أن تتعالج بغير ذلك لأسباب غريبة وعجيبة! منها أنه لا يوجد لديهم مستشفيات حكومية ومراكز صحية للعلاج، منها أنهم يعالجون الحالات البسيطة مثل الزكام والجروح السطحية، والإسهال... إلخ بالمبالغ التي يدفعها الفرد بانتظام شهريا، وإذا ما داهم المريض حادث أو مرض عالي النفقات تبدأ الشركة بالمماطلة والتهرب من تغطية مثل تلك الأمراض بحجج مختلفة، وبوجود محامٍ بارع في المخادعة باع ذمته وهو متخصص في إيجاد الثغرات في شهادة التأمين التي كتبت بخط صغير جدا لم يقرأه من أعطوا ثقتهم كاملة للشركة غافلين عن نواياها الدونية والابتزازية، وطبيب يساند المحامي في الابتزاز من دون ضمير باع نفسه، وهو يرفض معظم العلاجات بمجرد ارتفاع كلفها ومن دون أي سبب مقنع... ويقع المريض في شراك وشبكة عنقودية!

من الممطالة والتأخير والرفض، إلى أن يموت ويرتاح إلى الأبد!

أما بداية هذه الشركات وقوتها في البلاد جاءت أثناء مساندتها الإعلامية والمادية للرؤساء المترشحين في الولايات وفريقهم ومن بعدها قدم الرؤساء التأمين الصحي لهم ثمنا لرد الجميل بداية من الرئيس نيكسون حتى يومنا هذا! وترينا الكاميرا إحدى ثغرات المجتمع الذي يقوم برمي المريض من المستشفى إلى الشارع في حال عدم تمكنه من تكملة علاجه ودفع الفاتورة، ومن دون شفقة أو رحمة بثياب المستشفى!

على حين يقارن المخرج ما يحصل بأميركا بالغرب المتمدن الإنساني الذي يوفر جميع الأنواع العلاجية والدوائية بشكل متطور ومجانا! مثل كندا وبريطانيا وفرنسا...إلخ حتى كوبا هذه الدولة المحددة الإمكانات هي توفر العلاج والأدوية المجانية!

هكذا نرى الحضارة والتقدم الإنساني الرائع ولن ننكر طبعا دولنا العربية والخليجية بالذات التي توفر معظم العلاجات المجانية للمواطنين والمقيمين والحمدلله نحن مازلنا تحت سقف الرحمة والحنان من دولنا مع الحاجة إلى بعض التطوير! والاهتمام والضخ المادي! لرفع الكفاءة العلاجية وما أثار انتباهي حقا هو معاملة الدولة في بريطانيا للطاقم الطبي...

فكلما قام الطبيب بعلاج الأمراض واستقرار حال مرضاه وتنزيل وزنهم الزائد، حصل على حوافزَ ونسبة ترفع من مدخوله بحيث تمكنه من العيش في بحبوحة مادية جيدة ومن دون حاجته إلى فتح عيادة خاصة!

بما معناه: المجهود والإخلاص في العمل يكونان من الأمور الأساسية لتقدم وارتفاع دخله ومنزلته وترقيه في وظيفته في المستشفى.

وبذا يبذل الجميع أفضل ما عندهم دونما شكوى أو ملاوعة كما تعودنا... كم أتمنى أن يحدث مثل هذا في بلادنا ويطبق حتى على الإداريين فالعلاج هو أساس الحياة هو كالماء والهواء يجب أن يكون في متناول الجميع وفي كل الأوقات وكفانا لله شر شركات التأمين الظالمة!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً