العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ

مذهبي أم وطني!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

كثيرة هي الأحاديث عن نبذ الطائفية داخل مجتمعنا البحريني الصغير، لكن على أرض الواقع، فإننا نلتمس تطبيقا مغايرا لمثل هذا الكلام وهذه الشعارات التي لا أثر لها في الممارسات التي يحاول نفر من فئات المجتمع تعزيزها بل وتعميمها بحيث أصبحت أمرا طبيعيا لا مفرّ منه، على اعتبار أن المفهوم العنصري هو السمة الطاغية عند البعض لحصد المكاسب على حساب المواطنة والحقوق المدنية.

هذا التفكير العنصري نفذ حتى في كيفية تنفيذ مشروعات المدن الجديدة أو ما يعرف بـ «مدن السياج» التي قد تدخلنا إلى مرحلة أخرى هي مرحلة «المجتمعات المسيَّجة» التي كانت تقتصر في الماضي على «مجمعات سكنية صغيرة» تُسمّى «حدائق»، أما الآن فهي بدأت لتنتهي على مستوى أوسع حتى يصبح كل من هو خارج سياج هذه المدن - بشتى أشكالها وأنواعها - منبوذا في المستقبل القريب، تماما كما هو مفهوم نظام الفصل العنصري الذي كانت تطبقه الامبرياليات الغربية داخل الدول التي استعمرتها، وهو الأمر الذي تنبذه التشريعات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان الداعية على الدوام إلى العدالة الاجتماعية وسن المساواة.

لكن يبدو أنه مع حجة تطوير عجلة الاقتصاد والاستثمار في البلاد فإن الوضع لن يزيد إلا سوءا؛ فهذا النمو وهذه الأرباح لا تذهب إلا للفئة المتنفذة والميسورة التي تزيد ثراء كل يوم على حساب طبقة الكادحين من البحرينيين وعرَق العمالة الوافدة المعدومة الحقوق، بينما الفقير البحريني الذي يطرق أبواب محلات التجار في المنامة والنعيم - طلبا للطعام قبل المال - لبيع قنينات مياه الصحة في الشوارع هي مشاهد أخرى للحال البحرينية من الطبقة المعدومة لأبسط مقومات العيش بكرامة. فالفقير يزيد فقرا كل يوم والطبقة الوسطى تصارع من أجل البقاء على رغم الضغوط.

إذا، المعادلة في هذه الحسبة ضائعة بالنسبة إلى رجل الشارع البسيط الذي لا يحصل على أي شيء سوى وعود واهية في ظل استمرار بحثه عن كرامته وإنسانيته التي لا محل لها في زحمة ممارسات الجشع والعنصرية وخصوصا عندما يرى أن نصيب ذلك لا يذهب له بقدر ما يذهب لغيره من «المتبحرن» الذي أصبح يمثل نسيجا غريبا على المجتمع.

بقي أن نقول: إن هذا الأمر لا يدور في فلك عقدة المظلومية عند فئة من دون أخرى، ولكنه للأسف واقع معاش، فجريمة البحريني الشيعي عند البعض عرقه ومذهبه - لا لشيء آخر - نتيجة لترسبات تاريخية، أدت إلى غض البصر عن مواقفه في وقت الأزمات بدءا من ذكرى استقلال البحرين مرورا إلى عروبتها ووحدة الصف الوطني مع جميع أبناء البحرين.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1805 - الأربعاء 15 أغسطس 2007م الموافق 01 شعبان 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً