العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ

العروض الأجنبية حظيت باهتمام وحضور أكبر

بأنغام آلة الريكوردر الحانية على القلوب، بدأت آخر أماسي مهرجان البحرين الدولي السابع عشر للموسيقى، الذي انطلق في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأختتم 15 الشهر على مسرح صالة البحرين الثقافية، التي احتضنت المهرجان الملون بلغات الموسيقى المختلفة، وحكت كل ليلة من لياليه، إرثا ثقافيا وحضاريا لمختلف الدول التي شارك منها موسيقيون ضمن فقرات هذا المهرجان.

الليلة الختامية، قدم فيها الثنائي اليوناني غولياردي وسط حضور شغل نصف مقاعد الصالة الثقافية عددا من المقطوعات الموسيقية من الإرث اليوناني ودول شمال البحر الأبيض المتوسط، حيث سادت الموسيقى أرجاء الصالة الثقافية، حينما تآخت بحميمية إيقاعات الريكوردر من بين يدي العازف ديميتري كوانتوراس مع الأكورديون الذي كان بين يدي كوستنتينوس رابتيس، الذَََين قدما 11 مقطوعة موسيقية.

ليلة الافتتاح

في ليلة افتتاح المهرجان، اكتظت الصالة بجمهور غفير، احتشد لكي يلتمس في أول ليالي هذا المهرجان اللقاء مع ما قدمته فرقة البحرين للموسيقى من جمالية اللحن والكلمة، في أمسية أحيتها الفرقة، بقيادة المايسترو خليفة زيمان مجموعة من الكلثوميات، قامت بتقديمها الفنانة البحرينية نجمة عبدالله مثل «دارت الأيام، فات الميعاد، سيرة الحب، حيرت قلبي، غني لي».

وفي هذا الحفل، كرم وزير الإعلام عددا من رواد الفنون الموسيقية في البحرين، وهم ممن كانت لهم بصمتهم في تأسيس وإبقاء «الدور» الشعبية التي تتميز بها البحرين.

وقد كرم وزير الإعلام الفنان محمد عبداللطيف الشيخ، الذي يمارس الفنون الشعبية منذ صغره، حتى أصبح من أمهر العازفين في الآلات الشعبية والطبل والمرواس، والذي يرأس دار «الدار الصغيرة» بالرفاع الشرقي منذ عام 1985.

وكرم أيضا الفنان إبراهيم عبدالله المسعد، الذي بدأ مشواره الفني سنة 1959 مع الفرق الشعبية في البحرين، مؤسسا دار إبراهيم مسعد ومحمد سليمان عام 1960، وزاولة مهنة المسحر خلال هذه الفترة، حيث يعتبر أحد أقدم الفنانين الشعبيين في البحرين ممن كانت لهم البصمات في مجال الفنون الشعبية القديمة.

وكان ثالث المكرمين الفنان محمود أحمد حسين، الذي يعد أحد المخضرمين الذين صاحبوا عدد كبيرا من الفنانين الخليجيين والعرب، ممن كان لهم دور كبير في تأسيس عدد من الفرق الموسيقية داخل البحرين.

وكان وزير الإعلام قد أكد خلال الكلمة التي ألقاها خلال حفل الافتتاح أن هناك توجها لتوثيق الفنون البحرينية وحفظها للأجيال القادمة قائلا أن «فن الصوت سيأخذ طريقه إلى الحفظ والتدوين، وقد كلفنا لجنة مختصة للحفاظ على فن الصوت بشكل علمي بحيث يكون وثيقة مهمة للأجيال القادمة».

زينة الإيقاع الشرقي

في ليلة يندر أن تعيش مثلها مرتين، كانت الجماهير على موعد مع الإيقاعات الشرقية على جملة من الآلات الوترية، التي قدمتها فرقة التخت الشرقي النسائي من سوريا مساء الجمعة 7 نوفمبر، راح فيها الجماهير يستذكرون ويعيشون أجواء الشرق التقليدية الجميلة، بما فيها من تراث وروح حفية، قدمتها لهم أنامل تلك الفتيات، اللاتي انتقين لونا من الطرب المتميز، أثر فيه انتقاء الأعمال المقدمة، التي اشتملت على عزف للمقطوعات: بلد المحبوب لمحمد عبدالوهاب، توتة لفريد الأطرش، ليالي لبنان لمرسي جميل و جددت حبك لرياض السنباطي.

إيقاع آخر للحياة

في ليلة السبت 8 نوفمبر، كانت الجماهير على موعد مع نمط آخر للإيقاع، قدم فيه الثنائي توم تيسلي وتشارلز وييمز من الولايات المتحدة الأميركية، بمشاركة عدد من العازفين البحرينيين مجموعة من الموسيقات الحديثة المستقاة من تراث الشعوب.

وقد قدم تيسلي على هامش المهرجان ورش عمل امتدت ليومين، كانت موجهة للأطفال الموهوبين في مجالات الموسيقى، الذين قدموا خلال حفل خلاصة ما تعلموه من خلال هذه الورشة.

تلت تلك الأمسية في 9 نوفمبر أمسية ريستال للكمان والبيانو، قدم فيها الثنائي كريستيان بشارة على آلة الكمان وإليونورا ستانيفتش على البيانو عذب اللحن الدافئ المتدفق من أوتار الكمان، وأنشودة الحياة من قلب صندوق البيانو.

الليلة البهيجة

لم يكن الجماهير قد استمتعوا بأكثر مما قدمته أوركسترا عمان السيمفونية في ليلة الجمعة 14 نوفمبر، وهي الليلة قبل الختامية، إذ أحيت هذه الفرقة أمسية كانت وستضل طابعا راسخا في أذهان الجميع، قدمت فيها الأوركسترا موسيقى سيمفونية وعربية وبحرينية، كانت الآلات فيها تقدم الألحان المتراقصة أزواجا متجاورة، حكت الحكايات، وسردت اللحظات.

العدد 2267 - الأربعاء 19 نوفمبر 2008م الموافق 20 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً