احتفل حزب الله اللبناني أمس (الثلثاء) بالذكرى الأولى لانتهاء الحرب مع «إسرائيل» التي ذاقت خلالها الهوان والذلة ومازالت تداعياتها تنخر في جسد المؤسستين السياسية والعسكرية للعدو.

ويحق لحزب الله أن يحتفل بهذه المناسبة لأنه استطاع على رغم قلة عدده وعتاده أن يهزم أكبر قوة عسكرية في المنطقة مدفوعا بقوة الإيمان وحب الأرض، وضرب جنود حزب الله بهذا الانتصار المدوي مثلا رائعا لشعوب المنطقة التي تريد التحرر من قبضة الهيمنة والتبعية العمياء.

لقد أدت حرب الـ33 يوما إلى عودة الروح في جسد الأمة العربية الذي عانى من الهزائم المتكررة والخنوع خصوصا عقب «حرب الإرهاب» التي طالت الأخضر واليابس عقب هجمات سبتمبر/ أيلول. كما أسفرت هزيمة العدو عن تساقط رموزهم العسكرية، إذ أدت خسارة الحرب إلى استقالة قائد المنطقة الشمالية في «إسرائيل» أودي ادم، ولحقه عقب ذلك رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس ثم قائد بحرية العدو ديفيد بعشات وأخيرا وليس آخرا وزير دفاع العدو عمير بيريتس.

درس حرب لبنان يؤكد أن النصر يتحقق بالعزيمة والتمسك بالحق. وليس هناك من دولة عربية تعتدي على الآخرين، ولكن هناك حقوقا عربية مهضومة وأراضي مغتصبة وأخرى تخضع لنير الاحتلال وثالثة تواجه المؤامرات والدسائس. فهل نعي هذه الحقائق ونترك المغالطات والمخاوف حتى نعيد للأمة أمجادها من جديد؟