وضع النظافة في المحافظات الثلاث (الشمالية والوسطى والجنوبية)، أصبح لا يطاق أبدا، فمع كل يوم يمضي تتفاقم مشكلة تكدس النفايات والمخلفات، فيما بدأت تطفو على السطح مشكلة فيضان البلاعات في القرى التي لم تصل إليها شبكات الصرف الصحي بعد. المواطنون من حقهم أن يتحسسوا تحسنا في الوضع المتردي على مشارف بيوتهم وفي أزقة أحيائهم، وأن يعيشوا في بيئة صحية خالية من الأمراض والأوبئة، ما يحتم على وزارة شئون البلديات والزراعة التحرك سريعا لإرساء عقد النظافة على الشركة الجديدة. فكرة التجديد للشركة الحالية باعتقادي هو ضرب من الجنون، فقد أثبتت السنوات الماضية مدى الخطأ الكبير الذي وقعت فيه وزارة «البلديات» عندما أرست العقد على أقل الشركات عطاء، فيما برهن الواقع أن الكلفة العالية ربما تجلب واقعا أكثر صحة ونقاء.
ربما يصبر المرء على كيس أو اثنين متجمعين أمام باب منزله، ولكنه بلا شك لن يصبر على مياه المجاري وهي تغرق سجاد غرفته وتقلب مسكنه إلى مستودع للملوثات والروائح النتنة والكريهة.
النظافة تحد كبير يضاف إلى التحديات التي يجب على المجالس البلدية تخطيها في المرحلة المقبلة، خلافا لمشروع البيوت الآيلة للسقوط الذي ما زال لم يبارح مكانه، ومشروع تنمية المدن والقرى الذي يحتاج إلى توسيع رقعته لتدارك بيوت قبل أن تصبح آيلة وبحاجة إلى هدم وإعادة بناء.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1803 - الإثنين 13 أغسطس 2007م الموافق 29 رجب 1428هـ