العدد 1803 - الإثنين 13 أغسطس 2007م الموافق 29 رجب 1428هـ

هل تعلّمنا شيئا من صانعي الاستقلال؟

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يُعدّ موضوع استقلال البحرين حدثا وشأنا تاريخيا مهما في الذاكرة البحرينية.

وعلى رغم أنه يصادف في منتصف أغسطس/ آب في العام 1971، فإن هناك من يختلف في تحديد التاريخ المحدد له، فهناك من يقول إنه في 14 أغسطس، وآخرون يؤكدون أنه في 15 أغسطس من ذلك العام. قد يكون الاختلاف حدث بسبب ان المراسلات بين بريطانيا والبحرين للتهيئة لإعلان الاستقلال قد بدأت في 14 أغسطس، وتحديدا عندما أعلنت الدولتان عزمهما على استبدال اتفاقات الحماية البريطانية للبحرين باتفاق صداقة, وحين أعلنتا النية تبادلتا المذكرات الخاصة. لكن ما يمكن أن نجزم به من خلال الوثائق المتعاقبة أن الترتيبات اكتملت في 15 أغسطس وبذلك يمكن اعتبار هذا اليوم هو يوم الاستقلال، إذ صدر بعده مرسوم يقضي بتغيير مسمى البحرين من «إمارة» إلى «دولة»، وتغيير مسمى «الحاكم» إلى «الأمير»، وأيضا تغيير اسم «مجلس الدولة» الذي تأسس في العام 1970 إلى «مجلس الوزراء».

في كتاب الباحث إميل نخلة «البحرين... التطور السياسي في مجتمع متحدث» ذكر أن بريطانيا وافقت في 15 أغسطس في العام 1971 على إنهاء العلاقات التعاهدية بين البلدين، والاتفاقات الخاصة، والمحافظة على العلاقات بين البلدين بروح الصداقة والتعاون.

لكن قبل ذلك كان مجلس الأمن الدولي قد أصدر قرارا في 11 مايو/ أيار في العام 1970 حدّد فيه هوية البحرين وطبيعة حكمها المستقل، وذلك على إثر تقرير المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي استفتى شعب البحرين بكل فئاته وخلص إلى النتيجة التي أسست الدولة المستقلة الحديثة باعتراف الأمم المتحدة.

الذين صوتوا لهوية البحرين في العام 1970 هم فئات الشعب كلها، ولهذه الفئات احترامها المتوارث لأبنائها أيضا، وإن من واجب الدولة أن تبني لهم صرحا اعترافا بدورهم الذي لولاه لما كان بالإمكان بناء دولة البحرين المستقلة الحديثة.

هذه المطالبة تأتي وسط أصوات نشاز عملت في الماضي وتعمل حتى اليوم على تشكيك المجتمع ببعضه بعضا، فهناك مازالت بعض الكتابات المسمومة والسلبية التي أقل ما يمكن أن توصف أنها لا تخدم بناء الوطن.

وعلى رغم مرور ستة وثلاثين عاما على استقلال البحرين فإن هناك مازال من يردد نغمة «هذا سني وذاك شيعي، وآخر مجنس»، وان هذا البحريني مفضل على ذاك البحريني.

إن التاريخ يفرض علينا منطقه، وهو أن الاحترام والتقدير يجب أن يكونا لمن وقف مع استقلال البحرين في العام 1970، لكن نقول مع الأسف فقد أصبح الكثيرون ممن صنعوا الاستقلال غير مقدَّرين في هذه الأيام.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1803 - الإثنين 13 أغسطس 2007م الموافق 29 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً