في الساعة الواحدة من ظهر يوم 14 أغسطس/آب 1971 بثت إذاعة البحرين إعلان أمير دولة البحرين آنذاك سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة بشأن استقلال البحرين، وألقاه رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة.
وجاء في الإعلان الذي تلاه سمو رئيس الوزراء: «إن البحرين الدولة العربية المسلمة التي تؤمن بالوحدة العربية كضرورة قومية ملحة يفرضها عليها التاريخ والدين واللغة والثقافة والمصير المشترك، قد عملت بجد وإخلاص وسعت جاهدة في سبيل تحقيق قيام اتحاد الإمارات العربية المتحدة على مدى الثلاث سنوات الماضية، وذلك منذ أن اشتركت حكومة البحرين مع الإمارات العربية في التوقيع على اتفاق مشروع اتحاد الإمارات العربية، الموقعة في إمارة دبي في 27 فبراير/ شباط 1968، وبدافع من إيماننا المطلق بضرورة قيام هذا الاتحاد للإمارات العربية واستكمال شكله الدستوري الصحيح النابع من صميم تطلعات وآمال شعب هذه المنطقة، فإن حكومتنا ركزت في محادثاتها الطويلة على مبادئ أساسية نادت بها في كل اجتماع أو مؤتمر حضرته خلال السنوات الماضية، وهذه المبادئ تتلخص في ضرورة وضع دستور حديث يقوم على مبدأ فصل السلطات وتوزيع الاختصاصات بين الأجهزة الحكومية ويوفر للمواطنين الحقوق والحريات السياسية والمدنية ويكفل قيام حكومة مركزية للاتحاد تملك سلطات واسعة في إدارة وتسيير مختلف شئون حكومة الاتحاد على الصعيد الدولي والداخلي».
وأضاف سموه «بعد المشاورات الأخوية والودية التي أجريناها مع شقيقاتنا وجاراتنا الكبرى في الخليج، قررنا أن نعلن في هذا اليوم عزم حكومتنا على اتخاذ الخطوات التالية، إنهاء جميع المعاهدات والاتفاقات السياسية والعسكرية التي تنظم علاقات التحالف الخاصة بين حكومة البحرين والحكومة البريطانية، وعليه فقد بوشر فعلا في الانسحاب العسكري البريطاني من أراضي البحرين، التقدم فورا بطلب انضمام البحرين إلى عضوية كل من الجامعة العربية وهيئة الأمم المتحدة، المطالبة من الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية الصديقة ومن دول العالم الأخرى الاعتراف بوضع كيان البحرين كدولة عربية مستقلة ذات سيادة».
وأعلن سموه في خطابه التزام البحرين بجميع اتفاقاتها وتعهداتها العربية والدولية التي لا تتعارض مع استقلالها وسيادتها وذلك ضمن مبادئ وأحكام القانون الدولي والمواثيق الدولية، الالتزام بميثاق الجامعة العربية وبميثاق هيئة الأمم المتحدة، العمل على بناء علاقات البحرين مع جاراتها دول وإمارات الخليج وغيرها من الدول العربية الشقيقة على سياسة من الأخوة والتعايش السلمي والتعاون والتفاهم وعدم التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدولة، والعمل على المحافظة على سلام وأمن واستقرار وتقدم منطقة الخليج، وذلك بالتعاون مع جاراتها الدول الشقيقة والصديقة التي يهمها أمر سلام واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم، العمل على تنسيق وتنظيم التعاون الاقتصادي والتجاري والفني والمهني مع دول المنطقة بما يضمن تصنيع وتطوير هذه المنطقة اقتصاديا، الإيمان الكامل بحقوق شعب فلسطين العربي في استرجاع أراضيه المغتصبة والعيش بأمن وطمأنينة في بلاده ووطنه، كما تؤيد البحرين وتساند مطالب دول المواجهة العربية في استرجاع أراضيها المحتلة.
وذكر سموه أنه على صعيد السياسة العربية، فإن البحرين هي جزء من الأمة العربية وستسعى جاهدة في تبني أية فكرة، جادة مخلصة تؤدي إلى تحقيق أمنية العرب الكبرى في الحرية والوحدة والسلام والإسهام في موكب الحضارة والتقدم الإنساني.
وقال سموه في نهاية الخطاب: «انطلاقا من الإيمان بهذا المبدأ فإن البحرين حكومة وشعبا تفتح ذراعيها لتبني فكرة أي اتحاد جديد للإمارات حالما يقوم على قدميه ويترعرع، وعليه فإن إعلان حكومة البحرين عن استقلالها التام بموجب هذا البيان لن يؤثر بأية حال على استعدادها دوما في الانضمام إلى اتحاد الإمارات العربية أو إلى دولة الإمارات العربية الجديدة حالما تدعى إليها في المستقبل، وحالما تنشأ حكومتها ويقوم بناؤها على الأسس والمبادئ الدستورية السليمة التي يؤمن بها شعب هذه المنطقة العربية».
العدد 1803 - الإثنين 13 أغسطس 2007م الموافق 29 رجب 1428هـ