في حادثة لا تعد الأولى من نوعها والتي تسجل لتاريخ وزارة الصحة « المشرّف» وفي سيناريو ألفه الشارع البحريني، أبطاله مجموعة من من يطلق عليهم «ملائكة الرحمة» وتحديدا على مسرح شهد صولات وجولات أبطاله ردحا من الزمن بمجمع السلمانية الطبي، أسدل الستار على عملية إجهاض لسيدة بحرينية في أروقة غرفة الزوار بالطابق الثالث وتحديدا في جناح 313 يوم الخميس الماضي، ويبدو أن غرف التوليد قد ضاقت أو بلغ علم وبراعة طاقم التوليد ذروته ليجري عملية بهذه الحساسية في غرفة تخلو من التجهيزات الطبية وعلى مرأى من الزوار.

وفي خطوة ضربت بالإنسانية عرض الحائط، تجاهل طاقم التوليد «الفذ» مطالبات أهل المريضة باحترام أبسط حقوق الإنسان في خصوصيته. وعلى طريقة رش الملح على الجرح، ختم طاقم التوليد إياه فعلته وقابل مطالبات المريضة وأهلها بأذن صماء بأن تشرف طبيبة على عملية التنظيف بدلا من طبيب.

لسنا بحاجة لانتظار رد وزارة الصحة «فشماعتها» باتت مألوفة لدينا ولربما بياناتها الصحافية محفوظة في أحد أجهزتها لتكون جاهزة وقت الحاجة ويتم تغيير تاريخ صدورها فقط، لسنا بحاجة لأعذار واهية لا تضمد الجراح بقدر حاجتنا لأن تكشف وزارة الصحة عن أجندة خطتها ( إن وجدت) لإعادة النظر في خدماتها العلاجية بأكثر الأقسام حساسية وخصوصية كقسم النساء والولادة.

وخلاصة الحديث، لا نريد إرباك عمل طاقم التوليد « الفذ» كما ولا نرنو لرد نعي فحواه مسبقا فكما يقال « العذر أقبح من ذنب».