كتب أحد المقربين للدوائر التي تهتم بها أميركا مقالا في يونيو/ حزيران الماضي، ضمنه عشر نصائح للإدارة الأميركية «المستقبلية» عن كيفية «دمقرطة» العالم العربي. يقول المستشار إن الولايات المتحدة الأميركية فشلت في مشروعها لدمقرطة العرب لعدة أسباب، وإن على الإدارة المستقبلية أن تتعلم من التجربة الفاشلة، وقدم نصائحه، وهي تمثل وجهة نظره، كما يأتي:
أولا: أن الديمقراطية ليست شرطا أساسيا لتحقيق السلام بين العرب و «إسرائيل»، فالدولة العبرية لديها علاقات سلام مستقرة مع مصر والأردن اللتين تفتقران إلى الديمقراطية، وفي الوقت ذاته فإن «إسرائيل» لديها علاقات سيئة مع فلسطين ولبنان اللتين تتمتعان بنهج ديمقراطي. وعليه، فإن الإدارة الأميركية المستقبلية عليها أن تتخلى عن فكرة تحقيق الديمقراطية أولا قبل تحقيق السلام.
ثانيا: على أميركا ألا تغزو بلدا ما من أجل تحويله إلى الديمقراطية، فالعراق ليس ألمانيا أو اليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وحسنا فعلت أميركا عندما سلمت الكويت للعائلة الحاكمة هناك من دون شروط ديمقراطية العام 1991، حتى لو أن هذا يعني أن المرأة تأخرت 15 سنة بعد تحرير الكويت لكي تحصل على الحق السياسي.
ثالثا: على الإدارة الأميركية أن تحذر من التعامل مع العرب المغتربين من أمثال أحمد الجلبي، فهؤلاء لديهم أجندتهم الخاصة بهم، والتي تختلف عن أجندة بلدانهم.
رابعا: على الإدارة المستقبلية ألا تكشف أسماء وخطط الناشطين العرب من أجل الديمقراطية، لأن إدارة بوش تسببت في اعتقالهم من قبل حكومات لا ترغب في الديمقراطية.
خامسا: يجب التركيز على توسيع قدرات المجتمع المدني بدلا من الاستعجال نحو الانتخابات، فالانتخابات تعزز قوة الميليشيات والمجموعات الدينية والإثنية.
سادسا: يجب منع الجماعات المسلحة من المشاركة في الانتخابات، فالقوائم العراقية الـ 145 جميعها (ماعدا واحدة) كانت لديها أجنحة مسلحة، وهذا له عواقب وخيمة. وفي حال فلسطين فإن لكل من «فتح» و «حماس» جناحا مسلحا والنتيجة لم تكن حسنة.
سابعا: يجب تشكيل قوات أمنية وطنية موالية للنظام قبل البدء في العملية الديمقراطية، فقد أدى حل الجيش العراقي بعد احتلال بغداد إلى نتائج سلبية نشهدها حاليا.
ثامنا: يجب الاعتماد على العادات والتقاليد المعمول بها محليا بدلا من استيراد ممارسات من الغرب، فالملكية التقليدية ربما تكون مناسبة لبلدانها، والتوزيع الطائفي في لبنان أهون من أي ترتيب آخر.
تاسعا: يجب السماح للإسلاميين غير المسلحين الذين يلتزمون بنهج ديمقراطي بدخول العملية السياسية. وتمكنت التجارب في المغرب والكويت والأردن من احتواء الإسلاميين، بينما فشلت مصر بسبب قمعها الإسلاميين والعلمانيين في آن واحد.
عاشرا: يجب على واشنطن أن تحترم نتيجة العملية الديمقراطية حتى لو كانت النتيجة لا تعجبها.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1802 - الأحد 12 أغسطس 2007م الموافق 28 رجب 1428هـ