العدد 1801 - السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ

نحتاج إلى جسور سياسة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في حديث لأحد الباحثين المتخصصين في ندوة عن الحركات الإسلامية عقدت قبل فترة، قال إن نتائج دراساته تشير إلى ضرورة إشراك الإسلاميين في العملية السياسية على مستوى البرلمان والحكومة. وأثناء الحديث اتهم أحد الحضور الباحث بأنه منحاز للإسلاميين وأنه لا يعرف أنهم عندما يتسلمون مناصب ويتوسع نفوذهم فإنهم يقصون الآخرين ويضطهدونهم.

غير أن المتحدث أشار إلى حديث جرى بينه وبين أحد قادة الإسلاميين في أحد البلدان العربية، وقال إنه كان ذكر لذلك القيادي بأنه لو خُيّر بين أن يتسلم الحكم رئيس المخابرات في ذلك البلد، أو رئيس الحزب الإسلامي، فإنه سيفضل رئيس المخابرات. وعند السؤال عن السبب في ذلك أجاب بأن رئيس المخابرات سيمنعه عن السياسة فقط، ولكن رئيس الحزب الإسلامي سيمنعه عن السياسة وعن السيجارة وعن أمور أخرى في حياته الخاصة.

المتحدث (ولا أشير إلى اسمه لأنني لم استرخصه) عقب أيضا بأن ما نحتاجه في بلادنا العربية هو خلق فرص للتعددية السياسية بحيث يتعايش الجميع مع بعضهم بعضا من دون إقصاء لطرف ما، وأن الإسلاميين يمثلون شارعا واسعا لا يمكن إقصاؤه، بل يجب إشراكه شريطة أن تكون مشاركته ضمن إطار تعددي لا يسمح له بإقصاء غيره لاحقا.

الإشارة إلى إشراك الإسلاميين تزداد أهمية، لأن منع الأحزاب والجماعات الإسلامية من المشاركة لا يزيد فقط من شعبيتهم وإنما يؤدي أيضا إلى نشوء حركات متطرفة وعنيفة تؤمن باستخدام القوة للوصول إلى الأهداف. إن إشراك الإسلاميين في العملية السياسية سيفسح المجال لهم لكي يخطئوا كما يخطئ غيرهم، ويتعلموا كما يتعلم غيرهم، ويتحول دورهم من التحرك نحو إسقاط النظام، أو نحو إثارة القلاقل إلى المشاركة في بناء الأوطان من خلال التفاعل التعددي مع الأطراف الأخرى الفاعلة في المجتمع.

على أننا في البحرين لدينا «إشراك» للإسلاميين، ولكن هذا الإشراك تم تجييره لخدمة أهداف طائفية تفريقية في الأساس، وأصبحت هناك اصطفافات في المواقف لا تخدم الإسلاميين من الشيعة أو السنة، ولا تخدم الوطن، وإنما تنشر الفرقة التي حذر منها القرآن الكريم الذي ذم الأحزاب التي يفرح كل واحد منها بما لديه. وفي الوقت الذي يفترق فيه الاسلاميون على قضايا الشأن العام، فإن اختلافا آخر ظهر في الفترة الأخيرة، بين العلمانيين والمتدينين، وهذا كله يصب في اتجاه تفريقي وتفاضلي، بدلا من الاتجاه التكاملي التعددي.

إننا بحاجة إلى مشاركة سياسية تعددية لا تقصي أحدا على أساس طائفي أو غير وطني، ومن خلال ذلك نبني الثقة في العملية السياسية التي ننشدها جميعا. كما اننا بحاجة الى مد الجسور بين المتحركين على أساس ديني مطأفن بهدف بث الروح الأخوية التي لانجدها متوافرة في كثير من الأحيان. كما اننا بحاجة الى مد الجسور بين الاسلاميين والوطنيين، لأن مايجمع المخلصين هو خدمة الناس، وهي أشرف عمل يقوم به أي إنسان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1801 - السبت 11 أغسطس 2007م الموافق 27 رجب 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً