لاشك أن خبر وفاة الطفل علي عدنان فجْر أمس الأول قد فتح الباب لأسئلة كثيرة عن الأسباب التي أودت بحياة هذا الطفل البالغ عمره 3 أشهر وكان من الأطفال «الخدّج»، وهم الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم بشهرين أو ثلاثة.
الحادث مأساوي وهو يفتح لنا موضوع استعدادات مجمع السلمانية الطبي وقدرته الاستيعابية على احتضان أطفال خدَّج في الجناح المخصص لهم، بحيث تتوافر حاضنات كافية العدد ومجهزة بالتنفس الصناعي للأطفال الخدَّج وحديثي الولادة وأجهزة أخرى تحتاج إليها طبيعة هذه الحالات.
وبحسب ما يقوله الأطباء فإن نسبة الأطفال الخدَّج بالبحرين في ازدياد والسبب يعود إلى كثرة المستشفيات الخاصة التي توفر للنساء علاجات تمكنهن من الإنجاب في حال كن يعانين من مشكلات الإخصاب المختلفة، ولاشك أن من حق الأبوين أن يكون لهما ابن أو بنت بالاستعانة بالوسائل الطبية الحديثة. ولكن المشكلة تكمن في أن الازدياد الكبير في حالات الولادة من هذا النوع لم تواكبه زيادة في استعدادات الصحة العامة والطوارئ لتحمِّل تبعات ومتطلبات هذه الحالات.
المستشفيات الخاصة ربما تبحث عن الأرباح إن لم يكن دائما، وهي تشجع على الإخصاب، ولكنها لا تتحمل تبعات مسئولية التوليد والرعاية والمتابعة لأن مثل هذه الحالات قد تتعرض لنوع من التعقيدات, ولذلك فإن المستشفيات الخاصة دائما تحث مرضاها بعد نجاح عملية الإخصاب على الذهاب إلى مجمع السلمانية لأنه الأقدر والأمكن للحالات المستعصية. وهذا الحديث لا ينطبق على الطفل علي الذي ربما تعرض لأخطاء طبية هي موضع تحقيق تجريه الوزارة حاليّا ونأمل أن نرى نتائجه بما يكون مناسبا مع ما حدث.
إن المطلوب حاليّا هو أن تضبط عمليات الإخصابات في المستشفيات الخاصة لتقليل حالات الخدج والتوائم وأكثر، وماهو مطلوب أيضا أن تتوسع إمكانيات مجمع السلمانية الطبي، ومستشفى الملك حمد الجديد الذي نعوّل عليه جميعا أن تتوافر فيه أحدث وسائل الرعاية الطبية وبأعداد تكفي المتطلبات الحالية. كما أننا بحاجة إلى الدراسات المتخصصة وإعلانها بسرعة لتحسين جودة الخدمات الطبية والرعاية الصحية.
لقد حمَّلت والدة الطفل علي وزارة الصحة مسئولية ما حدث لطفلها وألقت باللوم عليها لعدم التجاوب الجدي والعاجل لتفادي تدهور صحة رضيعها ومنع المضاعفات المميتة، وقالت إن ما حدث كان نتيجة مضاعفات خطيرة، أوقفت سبعة أجهزة حيوية في جسد الرضيع، إضافة إلى انتشار جرثومة مميتة في دمه.
كانت والدة الطفل في حال صعبة لكنها مع ذلك تمنت أن يكون ابنها «القربان الأخير»، وألا تحدث المأساة لعائلة أخرى
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2266 - الثلثاء 18 نوفمبر 2008م الموافق 19 ذي القعدة 1429هـ