وجه عدد من الخبراء الاستراتيجيين الأميركان رسالة إلى الرئيس الأميركي المنختب باراك أوباما يحثونه على اعتماد سياسة جديدة تجاه إيران. ومن بين الموقعين على الرسالة البروفيسور غاري سيك، الذي كان عضوا في مجلس الأمن القومي في فترات الرؤساء الأميركان السابقين جيرالد فورد وجيمي كارتر ورونالد ريغان، وكان المسئول عن الملف الإيراني أيام الثورة الإسلامية في إيران العام 1979، وبعد ذلك أثناء أزمة رهائن السفارة الأميركية في طهران.

ويقول سيك في تعليق له على الموضوع «إن الهدف من توجيه الرسالة هو تصحيح التصورات القائمة على أوهام بشأن إيران، وهذه التصورات الوهمية كانت السبب في الأخطاء المتتالية في السياسة الأميركية تجاه إيران في السنوات الماضية، الرسالة تقترح سياسة من خمس خطوات للتعامل مع إيران بالاعتماد على واقع الحال وليس على تصريحات مسئوليها».

وأوضحت الرسالة أنه على الرغم من ومضات إيجابية للنشاط الدبلوماسي إلا أن الولايات المتحدة وإيران لا تزالان تخوضان حلقة مفرغة من التهديدات التي تؤثر على استقرار الشرق الأوسط وتضعف الأمن القومي الأميركي، والطرفان لايستطيعان حاليا التنسيق فيما بينهما ضد حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» على رغم أن هذين الأخيرين عدوان مشتركان لإيران وأميركا. كما أن التهديد الخارجي لإيران قد أدى إلى تمكين المتشددين من الوضع الإيراني الداخلي وقدمت لهم الدافع والذريعة للحد من الحريات المدنية وفرض المزيد من القيود على الديمقراطية. أما بالنسبة للملف النووي - بحسب الرسالة - فقد واصلت إيران تخصيب اليورانيوم على الرغم من قرارات الأمم المتحدة.

واقترح الخبراء خمس خطوات رئيسية يجب على الولايات المتحدة اتخاذها لتنفيذ استراتيجية دبلوماسية فعالة مع إيران، وهي (1) استبدال الدعوة لتغيير نظام الحكم في إيران باستراتيجية طويلة الأجل كما فعلت أميركا مع الاتحاد السوفياتي والصين، وذلك من خلال تعزيز الاتصالات الثقافية والاجتماعية بين البلدين. (2) دعم حقوق الإنسان عن طريق التطبيق الفعال للاتفاقات الدولية. (3)إفساح مكان لإيران على طاولة المفاوضات - جنبا إلى جنب مع الدول الرئيسية الأخرى - بشأن تشكيل مستقبل العراق وأفغانستان والمنطقة. (4) معالجة القضية النووية ضمن سياق متعدد الأطراف أوسع نطاقا من الولايات المتحدة وإيران. (5) إعادة تنشيط عملية السلام العربية - الإسرائيلية والعمل كوسيط نزيه بين الطرفين وذلك لتخفيف حدة التوتر في المنطقة.

الرسالة أرفقت بملحق خاص يعيد تفسير عدد من التصورات الوهمية / الخاطئة نحو إيران، وأهمية هذه الرسالة تكمن في أن الموقعين عليها يعتبرون من المخضرمين الذين ألّفوا كتبا عدة عن المنطقة وكان عدد منهم مسئولا في مجلس الأمن القومي والأجهزة الاستراتيجية المعنية بالسياسة الأميركية في المنطقة. هذه الرسالة تعبر عن التوجه الواقعي الذي يتبناه - نوعا ما - وزير الدفاع الأميركي الحالي، ولذلك فإن الأنظار تتجه لمعرفة أثر هذه الأفكار على إدارة أوباما المقبلة، وأيضا النظر في نوعية الشخص الذي سيتسلم مهمة وزارة الدفاع