على طريقة «بيع السمك في الماء»، عمد أحد المكاتب السياحية إلى تقديم عروض «وهمية» لزبائنه شاملة حجز تذاكر السفر والفنادق والأكل فضلا عن التنقلات الداخلية.

وتشير تفاصيل القصة، وفق ما رواها أحد «الضحايا» (ع. أ) لـ «الوسط» يوم أمس الخميس، إلى أنه عندما عزم على قضاء إجازته السنوية في العاصمة مشهد، لجأ إلى أحد مكاتب السفر والسياحة للاستفادة من عروضه الصيفية، الذي بدوره قدم إليه عرضا شاملا لمدة شهر بقيمة تصل إلى 990 دينارا.

وبعد أن عد عدته وحزم حقائبه وعائلته للسفر، فوجئ باتصال هاتفي من مكتب السفريات، قبيل يوم من موعد سفره، ينبئه بتأجيل رحلته لمدة يوم بحجة عدم توافر التذاكر. واستمر سيناريو المماطلة هذا - على حد وصف الضحية - لثلاثة أيام، فما كان منه سوى مخاطبة الفندق في مشهد ليصدم بعدم وجود حجز له، ما حدا به إلى قصد المكتب والإصرار على عدم الخروج منه إلا بعد أن يسترد نقوده.

وتحت إصرار منه، وقع صاحب المكتب «سند صرف» بالمبلغ، بيد أنها فرحة لم تكتمل، إذ «بشره» موظف المصرف بأن «سند الصرف» بلا رصيد، فما كان من الضحية سوى قصد مركز الشرطة لاسترجاع حقه الضائع.

وعلى صعيد متصل، أكد مصدر مسئول في السفارة الإيرانية أن مكتب السفريات إياه مدرج ضمن قائمة «البلاك لست» وأن السفارة ترفض استخراج «فيز» للمتعاقدين مع هذا المكتب، معزية ذلك إلى تراكم المبالغ المالية عليه.

والمضحك المبكي، قضاء عروسين شهر عسلهما في أروقة المحاكم جريا وراء حقهما الضائع، بدلا من رحلة سعيدة في ربوع ماليزيا، وذلك بعد أن تعرضا لعملية «نصب» مشابهة، إذ يشيران إلى أنه وبمجرد وصولهما إلى ماليزيا صدما بعدم وجود حجز لهما سواء في الفندق أو التنقلات الداخلية، ما حدا بهما إلى قطع شهر عسلهما والعودة إلى الوطن.

وفي سياق ذي صلة، أشار آخرون، ممن تعاملوا مع ذلك المكتب، إلى أنه تم احتجازهم ليوم كامل في إحدى السفارات، رهينة لحين دفع المبالغ المطلوبة، بعد أن باع لهم المكتب السياحي «سمكا في الماء».