توقع الأكاديمي والباحث البيئي بالجامعة العربية المفتوحة بدولة الكويت مبارك العجمي حدوث نفوق آخر لأسماك خليج توبلي خلال شهر أغسطس/ آب الجاري.
وأرجع العجمي ذلك إلى زيادة حرارة الجو خلال هذا الشهر والتي تتسبب في ارتفاع حرارة مياه الخليج بفعل تجمع النفايات التي تلقيها محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي، وهو ما سيؤدي إلى تراجع نسبة الأوكسجين وبالتالي موت الأسماك السطحية وتحللها، وبالتالي تسمم السمك في الخليج.
جاء ذلك خلال مشاركة العجمي في الزيارة التي نظمها التكتل البيئي إلى خليج توبلي عصر أمس (الجمعة).
وذكر العجمي أن نفوق الأسماك يحدث لعدة أسباب من بينها ارتفاع حرارة الجو الذي يؤدي إلى ارتفاع حرارة المياه، كما أن من بين الأسباب حدوث ظاهرة «المد الحمر»، وهي عبارة عن النباتات التي تنمو على الشواطئ وتجرفها التيارات الهوائية إلى داخل البحر، وتتسبب هذه النباتات في منع دخول أشعة الشمس إلى المياه وبالتالي لا تتم عملية البناء الضوئي ومن هنا يقل الأوكسجين في المياه، ما يؤدي إلى نفوق الأسماك.
إلى ذلك، دعا العجمي إلى اتخاذ إجراءات سريعة لإيقاف صب نفايات محطة الصرف الصحي في خليج توبلي خلال هذه الفترة من الصيف والتي ترتفع فيها درجات الحرارة. كما شدد العجمي على ضرورة وقف أعمال الدفان التي تطال خليج توبلي، وإبعاد المنشآت الصناعية التي تحوي مواد كيماوية عن المدخل الرئيسي للخليج، لافتا إلى أن ذلك له تأثيرات على الثروة البحرية في الخليج.
ورأى العجمي، أن منفذ خليج توبلي من جهة جسر سترة ضيق ولا يكفي لتجدد التيارات المائية في الخليج، وشبه العجمي خليج توبلي بـ «المريض الذي هو الآن في الرمق الأخير».
وخلال الجولة، أخذ العجمي عينات من مياه الخليج من مواقع مختلفة، وبدا واضحا أن المياه عند مدخل الخليج من جهة جسر سترة نظيفة ولا تحتوي على أي ملوثات، وبدأت المياه في الاختلاط بالملوثات شيئا فشيئا إلى أن بلغت ذروتها عند مصب محطة توبلي لمعالجة مياه الصرف الصحي، إذ بدا واضحا اختلاط المياه بمخلفات المجاري وتكون طبقات من الأوساخ فوق مياه الخليج. وطالب العجمي باتباع المعايير الدولية لحماية خليج توبلي على اعتبار أنه ثروة للبحرين.
وتحدث العجمي عن تضارب في التصريحات بين مسئولي الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية بخصوص مشكلة خليج توبلي.
من جانب آخر، حذر العجمي من مغبة تناول الأسماك التي يتم اصطيادها من خليج توبلي، لافتا إلى أن هذه الأسماك ملوثة بفعل المخلفات التي يعج بها الخليج.
وشدد العجمي على ضرورة قيام الوزارات المعنية بإجراء دراسات عاجلة لتقييم حجم الملوثات في مياه خليج توبلي.
ورأى العجمي أن ضمن المشكلات التي يعاني منها خليج توبلي غياب التشريع، إذ رأى ضرورة أن تكون «الهيئة العامة للبيئة» جهة رقابية على الجهات الأخرى المعنية بالشأن البيئي.
العدد 1800 - الجمعة 10 أغسطس 2007م الموافق 26 رجب 1428هـ