تهطل علينا هذه الأيام بطاقات الدعوة لحضور حفل زواج كالمطر المنهمر بألوان وأشكال براقة وأحجام مختلفة. وتمثل بطاقات الدعوة أو «الكروت» لحضور حفل الزفاف دورا مهما في مرحلة إشهار الزواج بتحديد موعد حفل الزفاف ومكانه. وعلى رغم تعدد وسائل الاتصال وتنوعها، فإن الطرق التقليدية للدعوات مازالت تتمثل في توزيع بطاقات الدعوة على المدعوين لحضور مناسبات الأفراح من الأقارب والأصدقاء قبل وقت كافٍ من بدء المناسبة.

بطاقة رجالية ونسائية

مما لا يخفى على أحد منا أن بطاقة الدعوة لا تقتصر على النساء، حتى الرجال لهم بطاقاتهم الخاصة، إلا أن سعر طباعتها لا يتجاوز الدينار لكل بطاقة. أما بطاقات دعوة السيدات فعادة ما تكون براقة وذات أشكال مختلفة وتصل في بعض الأحيان إلى أن تكون مخملية الشكل وداخل علبة مخملية أيضا، ويتراوح سعر كل واحدة منها من دينار إلى 5 دنانير لكل بطاقة.

وعلى رغم أن عبارات بطاقة الدعوة لا تخرج عن مضمون الديباجة المألوفة ذات الأسطر المطرزة، فهي لا تختلف عن بعضها بعضا إلا عند الاستهلال بآية أو دعاء أو أبيات من الشعر، بيد أن التميز أو المبالغة قد يتخطيان حدود المألوف عندما يقوم البعض بطباعة كميات قليلة من بطاقات الدعوة على شكل دروع نحاسية توزع على كبار الشخصيات أو الوجهاء. ويعد البعض بطاقات الدعوة بمثابة بالون اختبار لاستمرار الزواج وذلك في حال كتابة اسم عائلة المعرس أو العروس أولا، غير أن البعض يقوم بتدوين أسرة المعرس أولا على بطاقات الرجال وأسرة العروس على بطاقات النساء، فيما تكتب الغالبية اسم أسرة المعرس أولا على جميع البطاقات.

شهريار تحكي الدعوة بـ «الكروت»

ومن العبارات الاستهلالية التي تبدأ بها بعض الدعوات اخترنا لكم التالي:

الليلة ليلة زفتنا ويا هلا بكل أحبتنا

حضوركم بيننا يسعدنا ويزيد من فرحتنا

ونشكر كل من يشاركنا ويلبي الليلة دعوتنا

***

عندما تبدأ الشمس تجمع خيوطها معلنة الرحيل لجهة الغروب...

عندها يسدل القمر ستار الليل إيذانا بدخول ليلة من يوم -----الموافق -- /-- /-- 200

يسرنا دعوتكم للحفل المقام على شرف ابنتنا -----/

وتكتمل سعادتنا بتلبيتكم دعوتنا

الداعية -----

***

اللي يكون زواجها بتاريخ 14

عندما يكمل القمر ليلته الرابعة عشر من هذا الشهر (---) يسرنا تشريفكم لنا في قاعة(---) لنوقد الشموع وننثر الزهور وتدق الدفوف

احتفالا بزفاف ابنتنا/ -----

نأمل حضوركم ومشاركتكم فرحتنا شاكرين لكم تلبية دعوتنا

الداعية / -----

***

في ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة في نفس الميعاد أقبلت كعادتها شهرزاد... لتحكي لشهريار أجمل ما لديها من حكايات وأرق الكلمات...

بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد أن الشاطر فلان بن فلان خطفت قلبه الموعود ست الحسن فلانة بنت فلان فذهب لوالديها الكريمين وقال لهما بكل امتنان: قلبي يريد الطمئنان... وفي يد ابنتكم الأمان...

فأعلن قبول الوالدين ليبدأ فرح العروسين وعلت الزغاريد المكان وتحدد في شهر كذا الزمان يوم كذا

ولو كنتم نسيتم الحكاية تعالوا شوفوا من البداية في قاعه كذا

وتوتا توتا... نومه حلوه لكل ولد وبنوته.

الداعيان...

آخر موضة «سي دي» بدل «الكرت»

بطاقات الدعوة لحضور حفلات الأفراح اتخذت منحى جديدا ومستحدثا، بابتكارات تعكس أذواق أصحاب الدعوة أو مقدراتهم المالية، إذ لجأت الكثير من الأسر في الآونة الأخيرة إلى تصميم بطاقات الدعوة والمناسبات، وتقديمها إلى المدعوين على أقراص «سي دي»، مغلفة بورق عادي أو شامواه أو قطعة مخملية، مكتوب عليها بحروف ذهبية أو فضية.

القرص المدمج الذي يدخل في سباق «الموضة» يضم سورا قرآنية أو أدعية للمقرئين المفضلين لدى صاحب الدعوة، وأحيانا قصائدَ شعرية، وأناشيدَ إسلامية، ونادرا جدا ما يضم القرص مجموعة من الأغاني المختارة بعناية من قبل العروسين.

للمدعوات أحمر شفاه يناسب الديكور

حدث حقيقي لا خياليا... بعثت امرأة من إحدى العائلات المحترمة في إحدى الدول العربية (طبعا مو في البحرين ما سمعنا حتى الحين) بطاقة دعوة فرح إلى إحدى قريباتها والذي سيعقد بعد شهر، فانتاب تلك القريبة الحزن ليس لقرأتها الكلمات والعبارات وأبيات القصيدة التي كتبتها (العروس) في نفسها، إلا أننا نتوقع حتى لحظة كتابتي لمقالي ما كتب في نهاية البطاقة....البعض قد يتوقع (اصطحاب الأطفال ممنوع... الرجاء إبراز الدعوة قبل الدخول... الدعوة خاصة... جنة الأطفال منازلهم)، بخلاف كل التوقعات فقد كتبت عبارتين هما كالتالي: أرجو أن يكون أحمر الشفاه الذي ستضعه المدعوة مناسبا للون ديكور القاعة وفستان العروس... وللاستفسار عن اللون الرجاء الاتصال بـ (فلان الفلاني) (مهندس الديكور)، أما العبارة الأكثر «لباقة» فكانت تقول: «لطفا الرجاء عدم رمي الدعوة... فقيمة كل بطاقة 50...) (يا الله على مثل هذي الحالات).