سقط الرئيس الباكستاني برويز مشرف في شرك الولايات المتحدة التي أتت به إلي سدة الحكم على حساب حكومة ديمقراطية منتخبة وها هو يدفع ثمن الخطأ الذي وقع فيه وصار يتجرع السم من الحليف الذي سانده واستخدمه للقضاء على نظام «طالبان» الأفغاني الذي صنع في باكستان.
حركة «طالبان» التي تسعى الولايات المتحدة للقضاء على وجودها في أفغانستان وعلى الحدود الباكستانية الأفغانية، بعد أن استنفدت أغراضها، بحجة أنها تدعم تنظيم «القاعدة» ستكون القشة التي تقصم ظهر البعير. فالولايات المتحدة تطلب من حليفها في مكافحة الإرهاب مشرف فعل الكثير والذهاب لخطوات أبعد في هذا الاتجاه.
وتهدد واشنطن إسلام آباد حاليا بالقيام بهجمات عنيفة على المناطق الباكستانية المتاخمة للحدود مع أفغانستان، الأمر الذي تعتبره الحكومة الباكستانية، المحاصرة بالكثير من المشكلات الداخلية، أمرا يثير الكثير من القلق.
ويقول المراقبون إن مشرف مستاء جدا من إعلان الولايات المتحدة عزمها أنها قد تستخدم القوة العسكرية في وزيرستان ومنطقة القبائل التي تشهد توترا في الوقت الحالي لأن ذلك سيضعه في خانة ضيقة وخصوصا أن حكومته قد وقّعت اتفاقات مع رجال القبائل وتعهدت بترك الأمر لهم بمحاربة «طالبان» وإذا ترك الأمر للأميركان فمن دون شك ستكون تلك القبائل الضحية وهو الأمر الذي سيضع مشرف في وضع حرج حتى داخل المؤسسة العسكرية التي يحتمي خلفها. ترى ماذا سيفعل مشرف وهل سيذهب بالطريقة التي أتى بها نفسها؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ