نشر موقع هيئة الإذاعة البريطانية ملخص دراسة صدرت حديثا عن بنك التنمية الآسيوي تؤكد أن «الهوة بين الفقراء والأغنياء تزداد عمقا، وبحدة، في الصين والكثير من الدول الآسيوية ولاسيما مع انتعاش اقتصادات تلك الدول».
ومما جاء في الدراسة «انه باستثناء نيبال، فإن حدة الفرق بين ما يملكه الأغنياء والفقراء تزايدت في الصين أكثر من غيرها من دول آسيا مثل الهند وكمبوديا وسريلانكا خلال السنوات القليلة الماضية».
وأرجعت الدراسة السبب الرئيسي وراء هذه الظاهرة إلى «زيادة الاستثمارات الموجهة إلى المدن على حساب المناطق الأخرى ما أدى إلى زيادة الفرص التعليمية وغيرها التي يحظى بها أبناء المناطق الحضرية، والتي أثرت إيجابيّا على دخول سكان هذه المناطق، ما زاد الفرق بين دخول الفقراء والأغنياء بحدة في 15 دولة آسيوية».
ليست هذه المرة الأولى التي تشير فيها دراسات قامت بها مؤسسات دولية إلى تنامي هذه الظاهرة في آسيا. ففي مايو/ أيار 2004 أكد الأمين العام المساعد للأمم المتحدة حافظ باشا الذي يعمل مديرا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في آسيا ومنطقة المحيط الهادي، والذي كان يشارك حينها في ورشة عمل عن التنمية الاقتصادية في آسيا أن «استمرار الفقر في هذا الجزء من العالم يشير إلى أن النمو الاقتصادي لم يساعد في تحسين أحوال الفقراء»، مشيرا إلى أن غالبية الدول الآسيوية لم تصل بعد إلى أهداف التنمية الألفية التي تبنتها الأمم المتحدة وتتضمن خفض عدد الفقراء في العالم بمقدار النصف بحلول العام 2015».
وذكر باشا، أنهم في الأمم المتحدة، وجدوا «أنه خلال عقد التسعينات ولسوء الحظ أن غالبية الدول في منطقتنا بعيدة عن تحقيق المستهدف في تقليص الفقر... وترافق النمو الاقتصادي مع زيادة في انعدام المساواة الأمر الذي لم يؤد إلى ترجمة النمو إلى مكاسب مساوية في مجال تقليص الفقر».
وقبل ذلك التاريخ، وتحديدا في 5 فبراير/ شباط 2001 حذر رئيس بنك التنمية الآسيوي تاداو تشينو الذي كان يشارك حينها في مؤتمر عن سبل مكافحة الفقر في منطقة آسيا والباسيفيك من تفاقم مشكلة الفقر وأخطارها على آسيا. وقال: «إن تزايد مشاعر الاستياء من الفقر يهدد الاستقرار السياسي في القارة الآسيوية»، مضيفا «من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم في الأعوام الخمسة والعشرين المقبلة إلى ثمانية مليارات نسمة محذرا من أن السلام سينعدم على الكرة الأرضية في تلك الفترة ما لم نهتم بمعالجة آفة الفقر». وكان يشارك في المؤتمر ذاته رئيس البنك الدولي السابق جيمس وولفنسون الذي أكد وقتها أن «المال وحده لا يكفي للقضاء على الفقر، وأن تحقيق ذلك مرهون بتحقق أشياء أخرى من قبيل توفير شبكات الأمان الاجتماعي وتحسين البنى التحتية وتطوير البرامج السياسية والاقتصادية».
ولم تتوقف تصريحات تادو تشينو عن الفقر الذي يهدد آسيا، فبعد ذلك المؤتمر بعام واحد، أكد تشيونو في شنغهاي أن دول آسيا «تواجه ثلاثة تحديات هي تحديدا الحد من الفقر ومعالجة التدهور البيئي وتعزيز التعاون الاقليمي»، لكنه عاد ليؤكد في المؤتمر ذاته أن «الحد من الفقر يعتبر أكبر تحد تواجهه الدول النامية في منطقة آسيا والمحيط الهادي».
وأشار الى أن «إحدى الركائز الثلاثة لاستراتيجية البنك للحد من الفقر هي النمو الاقتصادي المستدام الموجه لصالح الفقراء». وتتواصل إجتماعات بنك التنمية الآسيوي ولا تتوقف تصريحات المسئولين فيه عن محاربتهم للفقر وتفاقم حدته في آسيا. ففي مطلع شهر مايو من العام 2007 بحثت اجتماعات «بنك التنمية الآسيوي» الأربعون سنوية في مدينة كيوتو اليابانية السبل الفاعلة لمعالجة الفقر في منطقة الدول الآسيوية المطلة على المحيط الهادئ الى جانب سبل ضمان النمو الاقتصادي المستدام. أوضح بيان أصدره البنك ان الوفود البالغ عددها نحو 3500 مشارك استعرضوا القوة الاقتصادية للمنطقة على مدى السنوات العشر الماضية عقب أزمة آسيا المالية التي وقعت في العام 1997 الى جانب التحديات التي تعترض مقومات التعاون الاقليمي والاندماج وأفضل وسائل التعامل مع أخطار تغير المناخ.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ