في حادث هو الثاني من نوعه خلال نحو أسبوع، عادت طائرة تابعة لشركة طيران الخليج في وقت متأخر من مساء الاثنين الماضي إلى مدرج مطار البحرين الدولي ليتنفس ركابها الصعداء بعد نحو ساعة ونصف من إقلاعها وذلك نتيجة خلل فني تعرضت له، وقال محسن الحايكي أحد ركاب الطائرة التي كانت متجهة إلى الهند: «إن الطائرة هبطت من جديد في مطار البحرين الدولي بعد أن بقت في أجواء المطار لمدة تصل إلى ساعة ونصف».
وذكر الحايكي أنه كان أكد الحجز على رحلة طيران الخليج التي كان من المفترض أن تقلع عند الساعة 10.30 من مساء الاثنين الماضي متجهة إلى الهند، وذلك برفقة عمه بغرض علاجه هناك.
وقال الحايكي: «صعدنا إلى الطائرة، وبعد أن دخل الوقت المحدد للإقلاع أبلغنا قائد الطائرة أن الرحلة ستتأخر عن الموعد المقرر لها بسبب خلل فني، وبقينا داخل الطائرة ساعة ونصف من أجل إصلاح الطائرة، وبعدها أقلعت متجهة إلى الهند».
ويبدو أن الحظ العاثر كان يلاحق الحايكي في تلك الرحلة، فلم تمضِ سوى 15 دقيقة من الإقلاع حتى أبلغ قائد الطائرة الركاب بأن هناك خللا فنيا في الطائرة، وهنا يقول الحايكي: «على رغم ذلك فإن القائد استمر في التحليق في أجواء المطار لمدة ساعة ونصف الساعة سادت خلالها أجواء من الخوف بين الركاب إلى أن استقرت الطائرة في أرضية المطار».
شاء القدر أن تلغى الرحلة في تلك الليلة، وتم نقل جميع الركاب إلى أحد الفنادق، وذكر الحايكي أن الركاب بقوا في الفندق حتى الساعة الرابعة فجرا من دون أن تقدم لهم أية وجبة طعام طوال مدة الانتظار، وأبدى الحايكي استغرابه وخصوصا أن مرافقيه كانا كبيرين في السن ويعانيان من السكري.
وفي اليوم التالي (الثلثاء)، تم نقل جميع الركاب إلى المطار، وبعد الدخول إلى الطائرة، طلب أحد المضيفين التقرير الطبي الخاص بمرافق الحايكي (عمه) وقدمه بدوره إلى قائد الطائرة الذي رفض أن يسافر على متن الرحلة بدعوى الحاجة إلى فحصه من قبل طبيب الشركة، وبعد شد وجذب بين الطرفين اضطر الحايكي للنزول من على متن الطائرة على رغم أن أحد مرافقيه يعاني من شلل ويستخدم الكرسي المتحرك، واضطر الثلاثة للانتظار مدة ساعتين من أجل تسلم حقائبهم.
قصة الحايكي مع «رحلة الهند» عبر «طيران الخليج» قد تكون فصلا واحدا ضمن سلسلة من القصص التي يتعرض لها المسافرون عبر «طيران الخليج»، إذ أكد رئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس النواب عبدالعزيز أبل لـ «الوسط» أن «الأنباء التي تصل إلى مسامع النواب تؤكد تعرض بعض طائرات شركة طيران الخليج لخلل فني ما يستوجب إعادتها إلى مطار البحرين الدولي مجددا، فضلا عن تأخير لعدد كبير من رحلات الشركة وخصوصا تلك الرحلات المتجهة إلى الدول العربية والدول الآسيوية»، لافتا إلى أن «بعضها تأخر مدة تصل إلى 9 ساعات».
ورأى أبل أن ذلك يدلل على أن القائمين على العمليات في الشركة غير قادرين على ضبط الوضع، على حد تعبيره.
وقال أبل: «إن أعضاء لجنة الشئون المالية والاقتصادية في مجلس النواب أبلغوا المسئولين في شركة طيران الخليج حرصهم على سلامة ركاب (طيران الخليج)»، نافيا أن تكون هناك منازعات بين النواب وقيادات «طيران الخليج».
وأضاف أبل «ما يهمنا أن نعود بالشركة إلى الربحية من جديد، وأن تقلع طائراتها بأكبر قدر من السلامة، وخصوصا أنها كانت من الشركات الرائدة، وما تمر به الآن أمر طبيعي يمكن أن تمر به أية شركة، ولكن لابد من حل هذه المشكلات بعيدا عن المكابرة».
وأكد أبل أن لجنته تنطلق من منطلق وطني ومن باب الحرص على سلامة الركاب وسمعة الشركة، وقال: «نحن ندرك أن لديهم تركة ثقيلة، ونتفهم ظروفهم، كما نأمل من المسئولين في الشركة أن يدركوا أن هناك فريقا في المجلس النيابي حريص على إنجاح مهماتهم (...) ولكن أن تعلن الشركة أنها تحقق نجاحا بنسبة 85 في المئة فيما يتعلق بدقة مواعيد الرحلات، في حين نتفاجأ في المقابل أن هناك رحلات تتأخر إلى ساعات طويلة بنيما تقلع طائرات أخرى وتعود إلى المطار فهذا أمر لا يمكن السكوت عنه».
وفي سؤال لـ «الوسط» عن التقرير الذي تعكف اللجنة المالية على إعداده عن وضع «طيران الخليج» لعرضه على المجلس في الدور المقبل، قال أبل: «التوجه الحالي للجنة يتجه لتقديم تقرير إلى المجلس في الدور الثاني بشأن ما نراه من ملاحظات على وضع (طيران الخليج)، وسنقدم توصيات لتصحيح أوضاع الشركة باستخدام الأدوات البرلمانية المناسبة».
واستبعد أن توصي لجنته بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية، واعتبر ذلك «سابق لأوانه، على اعتبار أن ذلك بيد المجلس وليس اللجنة لوحدها»، مستدركا بالقول: «لا نتمنى أن تصل الأمور إلى هذه الدرجة، إذ نأمل أن تفضي اللقاءات مع الشركة في التوصل إلى أخبار جيدة عن وضع الناقلة الوطنية تبعدنا عن الحاجة إلى استخدام الأدوات البرلمانية».
وسط ذلك، طالب عضو لجنة الشئون المالية والاقتصادية في مجلس النواب عيسى أبوالفتح المسئولين في شركة طيران الخليج بـ «اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التأخير في الرحلات، والتأكد من عدم وجود أي عرقلة لبرنامج الرحلات».
وحمّل أبوالفتح إدارة الشركة مسئولية تسيير الخطوط بانتظام وخصوصا في فترة الصيف التي تعد فترة متعبة للطائرات وللمسافرين، مشددا على ضرورة توفير سبل الراحة والسلامة على متن الطائرات، والعمل على انتظام الرحلات من دون تأخير أو إرجاعها إلى المطار لأي سبب.
العدد 1799 - الخميس 09 أغسطس 2007م الموافق 25 رجب 1428هـ