«إحنا حركه شعبيه، عندنا إحساس وطني زي كتير من شعب مصر وعندنا خوف على المستقبل زي كل شعب مصر، ببساطه إحنا مجموعه شافت أن المستقبل ممكن يترسم النهار ده، وإن الديمقراطيه مش لازم تكون مجرد كلمه مسجونه جوا حروفها بعد النهار ده... حسينا زي غيرنا بأرف (قرف) من التزوير والكدب، وقررنا أن ننظم حركه وطنيه مهمتها مراقبه كل واحد هيزوّر انتخابات ونفضحه في الدنيا كلها... يعني بالبلدي هنجرسه».
«والجرسة حاجة بنعرف نعملها كلنا يا مصريين... إحنا عبارة عن شوية ستات ورجاله وشباب وشابات، مش بناخد فلوس ولا غيره من أي دوله أجنبيه (طبعا كالعادة هيقولوا علينا كده) إحنا بجد حَسّين بالمشكله وبنمول حركتنا من جيوبنا، وجنيه جنب جنيه يعمل كل إلى أنتم هاتشفوه. إحنا هنكون عند كل صندوق انتخابات، هنطلع زي العفاريت وهنصور كل مزور، وهنسجل كل إلي هيحصل... وبصوت واحد هنقول: شايفينكم»!
بهذه الكلمات تعرف «شايفينكم دوت كوم» في موقعها الالكتروني عن نفسها بحركة شعبية مصرية انطلقت منذ العام 2005 في شبكة الانترنت العنكبوتية... فمن صوت الشارع الذي تخمده طلقات الغازات المسيلة للدموع والضرب بالعصي والاعتقالات، وجد المصريون كغيرهم من عرب الخليج والمشرق والمغرب منفذا آخرَ للتنفيس والتعبير عن آرائهم المقموعة بشتى الحجج والأشكال فجاء فضاء الانترنت ملاذا لطرح ما لا تريد أعين السلطة أن تخفيه مهما فعلت ومهما حاولت... ببساطة حركة «شايفينكم» الالكترونية ليست الوحيدة في عالمنا العربي وهي تعبر عن حال إحباط وتخاذل في تحسين ظروف المواطن الذي لا يشعر بإحساس «المواطنة» الغائبة بمفهومها الحقيقي على أرض الواقع.
«شايفينكم» المصرية تدعو الشعب المصري إلى المشاركة في الحياة العامة بالمراقبة الشعبية انطلاقا من حس وطني منفصل عن أي انتماء حزبي أو سياسي، ولكنْ مبني على فهم تطور الحوادث والأوضاع في مصر، بمعنى رصد أي حدث قد يسيء إلى المصريين بما فيها الانتخابات ومراقبتها، وهذه خطوة جديدة لعرض الأصوات المعارضة من خلال بوابة التكنولوجيا التي يتسع فضاؤها للجميع بما في ذلك أصوات المنافقين والمرتزقة.
الأجيال الشابة الحالية تبحث اليوم عن أسلوب يضاهي مستوى استيعاب أنظمة المنطقة، التي مازالت تنظر إلى أي نقد ومخالفة في الرأي جريمة، على رغم أن ذلك ينصب لصلاحها وتحسين أدائها أمام شعبها... انها حركة من نوع جديد، تتفاوت من بلد عربي إلى آخر، و«شايفينكم» يتسارع استناسخه عربيا، وهي مؤهلة لأن تصبح توجها جديدا يتبناه الشارع العربي في مرحلة قد لا تكون بعيدة عن الآن.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1798 - الأربعاء 08 أغسطس 2007م الموافق 24 رجب 1428هـ