نختلف مع «حق»، ونتفق. نختلف مع أمينها العام حسن مشيمع، ونتفق. إلا أن وطنية حسن مشيمع ليست محط اتفاق أو اختلاف.
من هو «الوطني» إن لم يكن حسن مشيمع وطنيا، نحتاج إلى أن نفصل/ نقيس/ نصنع «الوطنية» على مقاسات مشيمع ولا نحتاج إلى أن نسقط «وطنية» طارئة ومشوهة على مشيمع، ليخرج علينا من يطعن في وطنيته.
من جهة أخرى، أن نبقى - بعد سنوات ست من الإصلاح السياسي - في هوس اتهامات «التخوين» و «العمالة» كلما استجد طارئ سياسي ما في البلاد، فهو ما يعني بطريقة أو أخرى أننا نحتاج إلى استراحة جادة، نراجع فيها أوراقنا/ تجربتنا/منجزاتنا، التي قد نكون بالغنا في الاعتداد بها.
خطابات التخوين والطعن في وطنية أبناء البحرين مطلع الشهر الماضي لم تكن جديدة في محتوياتها، أو في أهدافها، وصولا إلى الأطراف التي تعهدت وتكلفت عناء إطلاقها. وعلى رغم أن تلك الخطابات لم تستطع أن تخلق ذلك التوتر الذي كان مطلقوها يبحثون عنه.
الذي يبدو بارزا من وراء تلك الخطابات ومهما، هو ضرورة إعادة طرح سؤال «الوطن» و «الوطنية» في البحرين طرحا جادا ومسئولا. فالبحرين التي تزداد في نزوحها الديمغرافي لنماذج جنوب شرق آسيا لا تمتلك حتى اليوم تلك الأرضية الثقافية أو السياسية الموازية والقادرة على أن تحتمل/ تمتص/ تتشرب هذا التحول التاريخي الذي يعصف بها.
ذاكرة «الوطن» لدى البحرينيين تبدو ذاكرة قارة في دائرة ضيقة لا تزيد في تمثلها الثقافي على السبعينات ومجمل الصراعات السياسية التي أتت عقب فترة الاستقلال. وهو ما يبدو السبب الرئيسي في اختزال مفاهيم كبرى مثل «الوطن» و «الوطنية» في ثيمات طائفية رافقت العملية السياسية منذ البدء لتعكس مقدار «التخلف» في الأداء السياسي لبعض الفئات التي تسعى إلى سرقة البحرين بالكامل.
البحرينيون هم أنفسهم قبل السبعينات وبعدها، ولا يمكننا أن نقرأ ذلك التوجيه الكاذب لمفهوم «الوطنية» والطعن في وطنية أبناء البحرين إلا كامتداد مستمر لم يتوقف ضمن الإطار التآمري منذ ظهور التقرير المثير للجدل.
الذي قد يكون جديدا علينا، هو أننا اليوم أمام مهمات وجهود سياسية تختلف عمّا كانت عليه الحال قبل العام 2001. تبدو المهمة الجديدة والمفروضة على البحريني هي إمساك وطنه، وإعادته من جديد إلى أبنائه، المختطفين أيضا.
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1797 - الثلثاء 07 أغسطس 2007م الموافق 23 رجب 1428هـ