أعلن رئيس نيكاراغوا دانيال أورتيغا يوم الأحد الماضي الموافق 6 أغسطس/آب، أنه وقع اتفاقا مع إيران تقوم بمقتضاها الأخيرة ببناء ميناء جديد في بلاده بقيمة 350 مليون دولار، وبناء عشرة آلاف منزل لحكومة نيكاراغوا اليسارية، وذلك ضمن سعي طهران لتعميق علاقاتها مع هذا البلد الذي يعاني من ضائقة مالية، وهو ما يثير قلق الولايات المتحدة، وتعهدت إيران أيضا بأن تختار في نوفمبر/تشرين الثاني موقعا لإنشاء مشروع لتوليد الكهرباء من مساقط المياه بكلفة 120 مليون دولار لمساعدة نيكارغوا على التغلب على أزمة طاقة أدت إلى انقطاع الكهرباء بشكل يومي في تلك الدولة الواقعة في أميركا الوسطى. مقابل ذلك ستحصل طهران على البن واللحم والموز.
وجاءت مراسم توقيع الاتفاق في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا بعد تصريح السفير الأميركي بول تريفيلي بأن علاقات نيكاراغوا تزداد توثقا، بشكل يثير القلق، مع طهران وقد يأخذ منحى خطيرا. وكان أورتيغا قد زار إيران في يونيو/حزيران الماضي إذ أجرى محادثات مع الرئيس الإيراني محمود نجاد. وقبل ذلك ،كان الرئيس الإيراني قد زار نيكاراغوا خلال جولته التي قام بها في أميركا اللاتينية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتنطلق الإستثمارات الخارجية الإيرانية من قاعدة سيولة قوية تبيح لها حركة مرنة وطويلة المدى في آن، إذ تملك إيران ثاني أكبر احتياطيات في العالم من النفط والغاز الطبيعي، إذ تبلغ الاحتياطيات النفطية الإيرانية المؤكدة، نحو 99,5 مليار برميل توازي نحو 9,4 في المئة من إجمالي الاحتياطيات العالمية، ونحو 13,3 في المئة من الاحتياطيات المؤكدة في منطقة الشرق الأوسط، كما تعتبر إيران من كبار منتجي الغاز الطبيعي في العالم، إذ بلغ إنتاجها منه نحو 23 تريليون متر مكعب في نهاية العام 2000 وهي توازي نحو 15,3 في المئة من الاحتياطي العالمي من الغاز، ونحو 42,8 في المئة من احتياطي الغاز في الشرق الأوسط.
ويصل تعداد حقول استخراج البترول في إيران إلى 32 حقلا، 25 حقلا منها تقع على اليابسة و7 حقول منها تقع في البحر. وأنتجت إيران خلال الستة شهور الأولى من العام 2004 ما يقرب من أربعة ملايين برميل من النفط يوميا ، كان 39 مليون برميل منها من النفط الخام وهذا الرقم (39) مليون برميل أكثر من الإنتاج النفطي لإيران في العام 2003.
بقي أن نعرف أن نيكارغوا ليست الدولة الوحيدة في أميركا اللاتينية التي تمتلك مثل هذه العلاقة الحميمة مع إيران. فخلال زيارته لطهران في إطار جولة أجنبية، حث الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إيران على زيادة استثماراتها في قطاعي النفط والغاز في بلاده. وتعهد شافيز أيضا، بأن تقف فنزويلا «بجانب إيران في أي وقت وتحت أي ظروف». من جانبه وصف الرئيس الإيراني محمود نجاد شافيز بأنه «أخ وزميل خندق». يذكر أن فنزويلا وإيران حليفتان مقربتان لبعضهما، وكلاهما عضو في منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، وتعرفان بنقدهما الشديد للولايات المتحدة.
وقال شافيز للصحافيين في طهران إنه يأمل في أن تتجه شركات النفط الايرانية للاستثمار في منطقة أورينوكو في فنزويلا. وأضاف الزعيم الفنزويلي «ندعو الشركات الإيرانية إلى القدوم إلى خليج فنزويلا ومنطقة الدلتا لإنتاج الغاز». وبلغت قيمة الاستثمارات الإيرانية في فنزويلا العام الماضي مليار دولار، معظمها في قطاع الطاقة والتشييد والمشروعات الهندسية. وقال الزعيم الفنزويلي إن إيران وبلاده تربطهما شراكة متينة في الحرب ضد «الامبريالية».
ومن أميركا اللاتينية تعود الإستثمارات الخارجية الإيرانية إلى آسيا. في مطلع هذا الشهر وقع رئيس الهيئه الإدارية، المدير العام لشركه الاستثمارات الأجنبية الإيرانية مهدي زاده ومساعد وزير الاقتصاد والماليه الباكستاني عمر أيوب خان، على وثائق تاسيس شركة للاستثمارات المشتركة بين طهران وإسلام أباد . وأضاف خان أن إسلام أباد تدعو إلى توظيف إيران استثماراتها في ولايه بلوشستان التي لديها حدود مشتركة مع إيران. وستعمل شركة الاستثمارات الإيرانية - الباكستانية في قطاعات البناء والنفط والغاز والبتروكيماويات وبناء السدود ومحطات توليد الطاقة.
ولاتنحصر الإستثمارات الإيرانية الخارجية في بلدان العالم الثالث، ففي العام 2000 وخلال زيارة الرئيس الإيراني محمد خاتمي (وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس إيراني لألمانيا منذ زارها الشاه الراحل في العام 1967) ألقى خطابا أمام اتحاد الصناعة الألمانية لتشجيع الاستثمار في بلاده من أجل دعم برنامجها الاقتصادي الطموح الذي يستمر خمس سنوات.
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 1796 - الإثنين 06 أغسطس 2007م الموافق 22 رجب 1428هـ