في تطور لافت، كشف رئيس لجنة الشئون المالية والاقتصادية بمجلس النواب النائب عبدالعزيز أبل أن لجنته تمتلك ما أسماه «أدلة واضحة على وجود تضارب مصالح بشركة طيران الخليج وبعض الشركات الاستشارية»، وأفصح أنه بصدد مخاطبة الوزير المسئول بهذا الخصوص، وبشأن موضوعات أخرى تتصل بخطة الهيكلة ذاتها، والكلفة المالية المتوقعة، ومصادر تمويل خطة الهيكلة والموازنة المعتمدة من قبل مجلس الإدارة للانتهاء من خطط إعادة الشركة إلى الربحية.

جاء ذلك في أعقاب الاجتماع الاستثنائي الذي عقدته اللجنة يوم أمس وترأسه النائب الأول لرئيس مجلس النواب غانم فضل البوعينين، وناقش أعضاء اللجنة خلاله آخر التطورات والمستجدات التي تمر بها شركة طيران الخليج باعتبارها الناقلة الوطنية.

وأشار أبل إلى أن «نقاشات اللجنة يوم أمس تركزت أيضا بشأن الدور المتزايد للعاملين الأجانب في الإدارة التنفيذية للشركة، وما يصل إلى علم النواب من تزايد التوظيف الأجنبي في المواقع الإدارية الرئيسية على حساب الكفاءات البحرينية، ما يثير قلقا متزايدا لدى اللجنة».

كما توقفت اللجنة إزاء استمرار الهدر المالي الكبير الذي تتسبب به الشركات الاستشارية الأجنبية، سائلة عن جدوى وجود إدارة تنفيذية أجنبية تستعين باستشاريين أجانب على رغم أن المنطق السليم ينص على الاستعانة بالاستشاريين لدعم القدرات البحرينية لتمكينها من إنجاز ما كلفت به.

إلى ذلك، قال أبل: «إن مجلس إدارة شركة طيران الخليج أعلن عن توجهات طموحة بخصوص الحرص على المال العام والمصلحة الوطنية وإعادة الشركة إلى سابق عهدها الزاهر الذي عرف عنها خلال سنواتها الذهبية، واتفق أعضاء اللجنة على دعم مجلس الإدارة إذا ما كانت هذه التوجهات مؤكدة من خلال الخطط والقرارات التي يتخذها».

وأكد أبل أن اللجنة ستقدم تقريرا مفصلا للمجلس النيابي في بداية دور الانعقاد الثاني وقد توصي باستخدام الوسائل الرقابية المناسبة آنذاك.

وأكد أبل أن اللجنة ناقشت الكثير من الموضوعات أهمها بحث العرض الذي قدمته الشركة للتقاعد المبكر للعاملين من المواطنين، إذ شددت اللجنة على ضرورة أن يكون العرض عادلا ومتناسبا مع سنوات الخدمة والخبرة، وأن يكون مجزيا للعاملين سنوات أطول من غيرهم، مع ضرورة تشجيع ذوي المهارات والخبرات الجيدة التي تحتاجها الشركة للبقاء وتحمل مسئولية إعادة الهيكلة مع مجلس الإدارة.

وكانت شركة طيران الخليج أصدرت خلال اليومين الماضيين تعليقا على ما أثارته تقارير إعلامية نشرت أخيرا بشأن شركات الاستشارات العالمية الشهيرة التي تقدم خدماتها إلى شركة طيران الخليج، والدافع وراء تعيين هذه الشركات، قالت فيه «إن هذه الشركات التي تحمل معها كما هائلا من الخبرة والمعرفة، وقع الاختيار عليها بالإجماع من قبل مجلس الإدارة الذي يرغب بشدة في العودة بشركة طيران الخليج إلى حال الاستقرار».

وأضافت الشركة في بيانها «بات معلوما لدى الكثيرين أن الشركة تعاني من ضغوط هائلة، وحتى يكون من الممكن توجيه هذه الناقلة الوطنية إلى حال الاستقرار وتحقيق الأرباح، قام مجلس إدارتها باتخاذ الكثير من الخطوات اشتملت الحصول على المساعدة من قبل شركات استشارية تحظى بشهرة عالمية، وقام هؤلاء المستشارون بالكثير من الأعمال المعتبرة بما في ذلك تقديم الدعم إلى (برنامج النقاهة) الذي يتم تطبيقه إلى جانب الكثير من التغيرات الأخرى».